وكلاء الإمام المهدي (عج) في زمن الغيبة الصغرى من غير السفراء

هویة الکتاب

وكلاء الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

في زمن الغيبة الصغرى

من غير السفراء

تأليف

حسن الشيخ عبد الأمير الظالمي

اصدار

مؤسسة مسجد السهلة المعظم

ص: 1

اشارة

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع الفكري حول الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) واسع ومتشعب ,أُلفت فيه الكتب والموسوعات التي بلغت المئات , من كتّاب الفرق الاسلامية كافة , ولهم مواقف مختلفة حول هذا الموضوع, بين موافق اذعن لحقيقة اسلامية واضحة وضوح الشمس جاءت بها الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة حتى غدت حقيقة ثابتة وجزأً من العقيدة الاسلامية , وتشير هذه الآيات وتلك الأحاديث الى انه سوف يظهر في آخر الزمان رجل من عترة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) ومن ذرية علي (علیه السلام) وفاطمة (علیه السلام) وهو التاسع من ولد الحسين (علیه السلام) وابن الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري (علیه السلام) وهو محمد بن الحسن المهدي الذي ولد عام 255ﻫ وتوفي والده عام 260ﻫ فتولى الإمامة بعده , وغاب عن الانظار غيبته الصغرى او القصرى التي كان يتصل فيها بسفرائه فقط حتى عام 329ﻫ حيث انقطع نهائياً عن السفراء وغاب عن الانظار غيبته التامة حتى يأذن الله سبحانه له بالظهور ويتم وعده فيه الذي جاءت به الآية الكريمة )) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم )). القصص 6.

وبين مخالف ركب جادة العناد وسمح لنفسه بمجانبة الحقيقة , فهو أما منكر لحقيقة المصلح المنتظر جملة وتفصيلاً , أو معترف بها لكنه يدعي أن المهدي لم يولد بعد وان الله سبحانه سيخلقه حينما يريد أن يظهره ويقيم دولته .

وقد انبرى كتاب الشيعة وبعض الفرق الاسلامية المنصفة لهذا الموضوع واشبعوه بحثاً وتحقيقاً , فرأيت ان أمرَّ عليه بشكل مختص , واكتب عنه ما امهّد به لموضوع بحثي في هذا الكتاب .

لقد بحثت في هذا الكتاب عن أناس عاشوا في فترة الغيبة الصغرى للإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ولم يكونوا نواباً او سفراء له لكنهم كانوا وكلاء لأولئك النواب منتشرين في الامصار الاسلامية , يلتقون بالناس ويحملون فهم اسئلتهم واستفساراتهم وحقوقهم الشرعية ويتحملون عناء الطرق ووعثاء السفر ليذهبوا بها الى بغداد مقر وجود السفراء الأربعة يتحدون عيون السلطة وظلم الطغاة من حكام بني العباس , ويرجعون بأجوبة تلك المسائل ووجوه صرف تلك الحقوق , فهم أناس ثقات مأمونون , وثّق بعضهم الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) نفسه ووكل الاخرين واثنى على البعض منهم , فكانوا اشخاصاً موثوقين في المهمة التي انبروا لتحميلها ,لا يخبرون بمهامهم ولا يعلمون احداً بمكان وجود السفراء ولو قرضوا بالمقارض أو نشروا بالمناشير , يوفرون للناس عناء السفر ويرشدونهم الى الطريق الصائب .

لقد عانيت الصعوبات الجمة في البحث عن حياة هؤلاء الوكلاء وسيرتهم , فلم اجد إلا نتفاً قصيرة عنهم في كتب الرجال والحديث , او في موضوع غيبة الامام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الصغرى , مما جعلني اقصر في تفصيل حياتهم والكشف عن كامل سيرتهم , ولكني اجهدت نفسي بحق هؤلاء الاعاظم من الرجال والموثوقين من المؤمنين وجمعت عنهم ما امكنني جمعه لأفتح الطريق للباحثين للكتابة عن هذا الموضوع طلباً لمرضاة الله سبحانه وخدمة لشريعته الغراء وعرفاناً بحقوق نبينا العظيم (صلی الله علیه و آله و سلم) وعترته الطاهرين , والله الموفق

حسن عبد الأمير الظالمي

ص: 2

الفصل الأول: من هو الإمام المنتظر (عجل الله فرجه)

اشارة

اسمه ونسبه :

ألقابه:

كنيته :

والدته :

ص: 3

أولاً: اسمه ونسبه

ورد في كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي (ت652)ج2 ص79 هو محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب )).

وذكره بهذا النسب علي بن محمد الصباغ المالكي في كتابه ((الفصول المهمة فصل 2 ص 211)) وسبط ابن الجوزي (ت 654) في كتابه تذكرة الخواص ص325 ،والزركاني في الاعلام ج- 6 ص8، وقال ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة : إن الإمام الحسن العسكري لم يخلف غير ولده ابي القاسم محمد الحجة وعمره عند وفاة ابيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة وسمي القائم المنتظر.(1)

والاحاديث النبوية الشريفة، والروايات الموثقة عن أئمة اهل البيت (عليهم السلام ) تعرّفه: بانه من أولاد عبد المطلب بن هاشم، ومن عترة الرسول الكريم محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) من ابنته فاطمة (علیه السلام) وهو من اولاد علي بن ابي طالب (علیه السلام) والتاسع من ولد الحسين (علیه السلام) , وهي احاديث صحيحة بتواتر تبين هذا النسب حفلت بها كتب الحديث والتاريخ .

ثانياً: القابه

لقب الامام الحجة بن الحسن (عليه السلام) بعدة القاب وصلت الى المئتين وردت في كتاب النجم الثاقب للعلامة النوري نأخذ منها بعض الالقاب المشهورة :

1- المهدي 2- المنتظر 3- الحجة 4- الغائب 5- صاحب الزمان 6- الخلف

7- القائم 8- الموعود 9- الخاتم 10- بقية الله 11- الولي 12- الموعود

وكانت شيعته في زمن الغيبة الصغرى تلقبه بعدة القاب اخفاءً لاسمه وتعتيماً على أمره وخوفاً عليه من السلطات الظالمة , فهم يقولون ورد من الناحية , جاء من الغريم , خرج في التوقيع وكلها اشارات الى شخصه (عليه السلام) .

ص: 4


1- الهيثمي / ابن حجر / الصواعق المحرقة / ج2 ص601 طبع مصر 1312ﻫ

ثالثاً: كنيته

اشهر كناه ابو القاسم , كناه بذلك جده الرسول الاعظم محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) , حيث ورد عن القندوزي الحنفي : عن ابي بصير , عن الصادق (علیه السلام) : عن آبائه , عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): المهدي من ولدي , اسمه اسمي وكنيته كنيتي .(1).

والكِنى: ابو صالح , ابن الحسن.

رابعاً: والدته

((وهي أمة رومية اشتريت للإمام الحسن العسكري (علیه السلام) وقد اوردت الروايات كيفية شرائها , كما اكدت انها من سلالة قصير ملك الروم وأمها من ذرية احد حواري عيسى (علیه السلام) ))(2).

وردت في كيفية مجيئها الى سامراء روايتان تؤكدان (( انها بنت يشوعا بن قيصر , وأمها من ولد الحواريين وهم خواص اصحاب عيسى (علیه السلام) تنتسب الى شمعون وصي عيسى , وقد جاءت مع سبي المسلمين , واشتراها الإمام الهادي (علیه السلام) لولده العسكري (علیه السلام) وزوجها له , او انه اهداها لأخته الفاضلة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد (علیه السلام) التي اهدتها لأبن اخيها الحسن العسكري ))(3).

وقد تعددت اسمائها لمناسبات معينة كما هو الحال بالنسبة للإماء , فقد تسمى في بلادها بإسم يتغير عند السبي الى اسماء اخرى تطلق عليها بقصد الترغيب في شرائها , او لأسباب تتعلق برغبة المالك .

ونذكر من اسمائها ما يلي :

1-سماها الامام الصادق (علیه السلام) : نرجس , حيث قال : الخلف الصالح من ولدي

ص: 5


1- ينابيع المودة , القندوزي الحنفي , نقلاً عن كتاب الامام المهدي من المهد الى الظهور , السيد محمد كاظم القزويني , ص 260, دار الكتب الاسلامية , طهران , ط1 , 1422ﻫ
2- الخرسان / محمد صادق , الاربعون حديثاً في الامام المهدي , ص 19 , النجف الاشرف 1419ﻫ
3- القزويني / محمد كاظم / الامام المهدي من المهد الى الظهور , ص 28

اسمه محمد وكنيته ابو القاسم , يخرج في اخر الزمان يقال لأمه نرجس ))(1)

2-سماها الامام الرضا (علیه السلام) : سيدة الاماء , حيث قال : ان الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء , يطهر الله به الارض من كل جور وظلم (2).

3-قال الشيخ الطوسي (رض) : قيل انها سميت بسبب الحمل صقيل , وقد علق الشارح لكتاب الغيبة على ذلك في الهامش فقال :انها سميت صقيلاً لما اعتراها من النور والجلاء بسبب الحمل المنوّر(3).

ولها ايضاً اسماء اخرى وردت في كتب التراجم والسيّر والانساب منها : سوسن , مليكة , ريحانة , خمط. ولكن اشهر اسمائها نرجس , وكنيتها : ام محمد وام القائم , ولم ترد معلومات عن سنة ولادتها في بلادها , ولا عن وفاتها في بلاد الاسلام , فهناك من يقول انها عاشت بعد وفاة زوجها الحسن العسكري (علیه السلام) فترة قصيرة ثم توفيت , والله العالم .

ص: 6


1- القزويني / محمد كاظم / الامام المهدي من المهد الى الظهور , ص28 ط1 / 1422ﻫ , دار الكتب الاسلامية / طهران
2- ن.م ص28
3- الطوسي / الشيخ ابو جعفر / محمد بن الحسن / كتاب الغيبة / ص265 ط1 1423ﻫ مطبعة كوهر/الزيشه /طهران.

الفصل الثاني: ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)

اشارة

أولاً : تاريخ الولادة

ثانياً : الرواية الاولى

ثالثاً : الرواية الثانية

رابعاً : الترجيح

خامساً : كيفية الولادة

سادساً : حياته في كنف والده

ص: 7

اولاً: تاريخ الولادة

ان الاختلاف في تاريخ الولادة او الوفاة لشخص مالا يعني بأي حال عدم وجوده , فقد حدث هذا مع كثير من الأئمة (عليهم السلام) وفطاحل العلماء واشهر المؤرخين مع تأكد وجودهم وممارسة دورهم في الحياة, وكذا الحال بالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) فإن الاختلاف في سنة ولادته اصبح وسيلة عند بعض اعدائه للتشكيك في ولادته والادعاء بأنه لم يولد بعد.

(( ولقد نقل خبر الولادة ما يناهز المئة والثلاثين من علماء مختلف الفرق الاسلامية بينهم عشرات المؤرخين ستة منهم عاصروا الغيبة الصغرى أو ولادة الإمام المهدي (علیه السلام) (1)

وقد وجدنا إختلافاً في ولادة الإمام(علیه السلام) في اليوم والشهر والسنة،بوبتها على ثلاثة أبواب كما وردت في كتب المؤرخين والكتاب لغرض مناقشتها واختيار الأرجح منها، وهذه الروايات جميعاً تؤكد أنه ولد في بيت والده الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) في سامراء.

ثانياً: الرواية الاولى

تقول الرواية الاولى: أنه ولد قبيل الفجر ليلة الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255ﻫ في عهد الخليفة المعتمد العباسي (ت279) وهي أشهر الروايات يأخذ بها جمع من الكتاب و المؤرخين تأخذ منهم على سبيل المثال:

أ-أطلق هذا التاريخ (15شعبان 255ﻫ ) الشيخ الكليني المعاصر للغيبة الصغرى إطلاق المسمّات وقدّمه على الروايات الواردة بخلافه.(2)

ب- يقول الشيخ الطوسي في الغيبة في روايته للولادة عن حكمة بنت الإمام محمد الجواد(علیه السلام) قال: قالت: بعث إليّ أبو محمد (علیه السلام) سنة خمس

ص: 8


1- لجنة التأليف، المهدي خاتم الأوصياء، المجمّع العالمي لإهل البيت ،ص18،قم/ إيران ط/1422.
2- الموسوي، السيد عبد الرحيم، المهدي في روايات أهل السنة،ص40 نقلاً عن اصول الكافي ج-1 ص514.

وخمسين ومئتين،ليلة النصف من شعبان ...وأورد رواية الولادة..(1)

ج- نقل الشيخ المفيد في الإرشاد فقال:

كان مولده (علیه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين..(2)

د – نقل نفس التأريخ إبن خلكان في وفيات الأعيان ج- 2 ص176.(3)

فهذه الروايات التي وردت في كتب معتبرة لمؤلفين معروفين وكتب أخرى غيرها أوردت أن ولادته عليه السلام كانت ليلة النصف من شعبان سنة 255 ﻫ ، وأوردت وفاة أبيه واستلامه مقاليد الإمامة خمس سنين فقط.

ثالثاً: الرواية الثانية

وهذه الرواية تذكرأنه (علیه السلام) ولد سنة 256ﻫ باختلاف في اليوم والشهر والسنة إعتماداً على الرواية التي تقول أنه ولد بعد وفاة جده الإمام الهادي (علیه السلام) بسنتين ،وحيث أن الإمام الهادي توفي في 3/ رجب/254ﻫ فتكون ولاطته حسب هذه الرواية 256ﻫ .

وقد أورد سنة الولادة هذه جمع من المؤرخين والكتاب و المحدّثين نورد بعضاًمنهم على سبيل المثال :

أ- قال الشيخ الطوسي الذي اوردنا روايته في المجموعة الاولى أنه ولد سنة 256ﻫ وأورد هذه الرواية التي تقول : ((وولد له ولد - أي العسكري (علیه السلام) - سماه محمداً سنة ست وخمسين ومئتين )) (علیه السلام)

ت-قال العلامة الحلي : (( ولد المهدي محمد بن الحسن (علیه السلام) يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة ست وخمسين ومئتين )) (4) .

ج-وقال الأردبيلي : ولد لثمان خلون من شعبان سنة 256ﻫ ..(5)

ص: 9


1- الطوسي/ الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن / كتاب الغيبة / ص156.
2- المفيد/محمد بن محمد بن النعمان / الإرشاد، ج- 2ص339 ط 1، 1413، مط مهر- طهران .
3- نقلاً عن كتاب دفاع عن التشيع ، السيد نذير الحسيني ، ص288 .
4- الحلي ، الحسن بن يوسف ، رحال العلامة الحلي ، ص273، ط 2 1381 ،مط الحيدرية ، النجف .
5- الأرذبيلي ، محمد بن علي الغروي ، جامع الرواة ، ص465 ، ط 1403 ، قم – إيران

وهناك رواية ضعيفة تقول: إنه ولد في غرة شهر رمضان سنة 254ﻫ ((روى عقيد الخادم قال: ولد ولي الله الحجة ابن الحسن بن علي ليلة الجمعة غرة شهر رمضان سنة اربع وخمسين ومئتين من الهجرة))(1), وقد عقب السيد هاشم البحراني على هذه الرواية بالقول ((وهذا يخالف المشهور من انه (علیه السلام) ولد ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين للهجرة )) (2)

رابعاً: الترجيح

مال بعض الكتاب المعاصرين الى ايراد الروايتين تخلصا من الاشكال في الاعتماد على احدهما , قال الحكيمي :عرف بين المؤرخين والمحدثين ان ولادة الامام الحجة ابن الحسن المهدي (علیه السلام) سنة 255 او 256 ﻫ ,وقالوا بان المهدي وطأ قدمه العالم منتصف شهر شعبان من احد العامين المذكورين)) (3)ز

ونحن نرى ان الرواية الاولى هي الاكثر شيوعا بين الكتاب ويميل اليها اكثر المحققين , قال السيد الخرسان :إن الدلائل قائمة والشواهد دالة على ان الامام المهدي (علیه السلام) ولد قي الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255ﻫ في سامراء من ابوين معروفين على صعيد عام )) (4)

وقد تصدر هنا البحث الكتاب تمهيدا للفصل اللاحق الذي يختص بالغيبة الصغرى من حيث البداية والانتهاء , والاختلاف الوارد تبعا لسنة الولادة , ومدة هذه الغيبة

ص: 10


1- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي , نشر مؤسسة المعارف الإسلامية , ص126 .
2- ن . م ص126
3- حكيمي , الاستاذ محمد رضا , شمس المغرب , ص9 , ط1, 1988 , الدار الاسلامية , لبنان .
4- الخرسان / محمد صادق / الاربعون حديثا في الامام المهدي , ص18

خامساً: كيفية الولادة

لقد اوردت الكتب المعتبرة الروايات الصحيحة عن ولادة الإمام الحجة ابن الحسن (علیه السلام) ،وقد إعتمدت رواية الأمراة الفاضلة حكيمة بنت الإمام الجواد في هذا الأمر حيث كانت حاضرة ساعة الولادة ،وهي التي تحدثت عنها ، وملخص الرواية كما وردت ما يلي :

قال الشيخ الطوسي في الغيبة :

(( أخبرني ابن أبي جنيد عن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن الصفا و محمد بن الحسن القمي ، عن أبي عبد الله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (علیه السلام) ، قالت :

بعث إليّ أبو محمد سنة خمس وخمسين ومئتين في النصف من شعبان ، وقال : يا عمة ، إجعلي إفطارك عندي ، فان الله عزوجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه ، خليفتي من بعدي ، قالت حكيمة : فتداخلني لذلك سرور شديد ، وأخذت ثيابي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (علیه السلام) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله ، فقلت : جعلت فداك يا سيدي ، الخلف من هو ؟ قال : من سوسن ، فأدرتُ طرفي فيهن فلم أرَ جارية عليها أثر غير سوسن ، قالت حكيمة : فلما أن صليت المغرب والعشاء أتيت بالمائدة فأفطرت أنا وسوسن ، وبايتها في بيت واحد ، ثم قالت سوسن : ياعمة ، إني لأجد أمراً شديد ، فقلت : لا خوف عليك إن شاء الله ، وأخذتُ وسادة فألقيتها في وسط البيت وأجلستها عليها ، وجلستُ من حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة ، فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنّت و تشهدت ونظرت تحتها فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الأرض بمساجده ، فأخذت بكتفيه وأجلسته في حجري فإذا هو نظيف مفروغ منه ، فناداني أبو محمد (علیه السلام) ياعمة ، هلمي وأتيني به ،فناولته إياه ، فأخرج لسانه فمسه على عينيه ففتحهما ثم أدخله في فيه فحنكه ثم في اذنيه وأجلسته في راحته اليسرى ، فاستوى ولي الله جالساً فمسح يده على رأسه وقال له : يابني : إنطق بقدرة الله ، فاستعاذ ولي الله من الشيطان الرجيم واستفتح ببسم الله الرحمن الرحيم (( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونريَ

ص: 11

فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )) , وصلى على الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) والائمة واحدا واحدا , ثم قال ابو محمد (علیه السلام):ياعمة , رديه الى امه كي تقر عينها ولاتحزن , ثم في اليوم الثاني أتيت لأراه فقال الامام العسكري : ياعمة , في كنف الله وستره وغيبه حتى يأذن الله له ....)) (1)

سادساً: حياته في كنف والده

كانت مدة امامة الامام العسكري (علیه السلام) قصيرة امتدت من وفاة والده الامام الهادي (علیه السلام) سنة 254ﻫ حتى وفاته سنة 260ﻫ وكان من مهامه الحفاظ على ولي الله , والتمهيد لغيبته والستر عليه من السلطات الظالمة التي تترقب ولادته من جهة , ومن الجهة الاخرى إخبار أصحابه المخلصين والثقات بولادته .

فكان الامام العسكري (علیه السلام) يطلع المقربين من اصحابه على ولده ويرسل اليهم الكتب التي تبشرهم به , ويطلب منهم كتمان الامر ((وكان قد وزع اللحم والخبز على الهاشميين والعلويين واشعارا لهم بولادته)) (2)

وقد تعاهده بالرعاية والاهتمام وعدم اطلاع احد عليه , ولاشك أنه كان يعلمه اسرار الرسالة وعلوم ابائه وهو بعد صغير .

وكان من بعض اهتماماته النص على ولي الله والاشارة اليه أنه الخليفة من بعده , فكان يطري عليه بعبارات التوقير والتبجيل , وكان يقول لأصحابه ((هذا ولي الله )) ويقول شاكرا ربه ((الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي , اشبه الناس برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خلقا وخلقا , يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ثم يظهره فيملا الارض عدلا و قسطا كما ملت جورا وظلما)) (3) .

وكان حين يعرضه على اصحابه يبين لهم أنه إمامهم من بعده , فقد جاء في كمال الدين وتمام النعمة : عن جعفر الغزاري عن جماعة . من اصحاب الامام العسكري (علیه السلام) قالوا :عرض علينا ابو محمد الحسن بن علي (علیه السلام) .

ص: 12


1- الطوسي / كتاب الغيبة / ص156- 158
2- الصدوق / كمال الدين وتمام النعمة , ج2 ص 431
3- القزويني , محمد كاظم , الامام المهدي من المهد الى الظهور , ص107 .

إبنه ونحن في منزله , وكنا اربعين رجلا فقال : هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم اطيعوه ولاتفرقوا من بعدي في اديانكم فتهلكوا ))(1)

وكان الامام المهدي (علیه السلام) صغيرا حين حضرت والده الوفاة , وكان ملازما له , يعينه على شرب الدواء , ويمسك الاناء الذي يحتويه , حيث كانت أسنان الامام العسكري (علیه السلام) تصطك ويداه ترتعش من جراء السم الذي توفي بسببه ))(2)

ولما توفي الامام العسكري (علیه السلام) تولى ولده الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) تغسيله وتكفينه يساعده وكيله الثقة الامين ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري , ولما اخرج نعش الامام الى باحة الدار للصلاة عليه حضر اخوه جعفر بن الامام الهادي للصلاة عليه ((وحينما تقدم جعفر بن علي ليصلي على اخيه وهم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة , بشعره قطط , بأسنانه تفليج , فجذب برداء عمه جعفر وقال : تاخر ياعم فانا احق بالصلاة على ابي , فتأخر جعفر , وتقدم الصبي وصلى عليه ودفن الى جانب قبر ابيه عليهما السلام ))(3)

هذا وقد تسلم الامام المهدي (علیه السلام) مقاليد الامة وهو ابن خمس سنين فهو اصغر الائمة سنا , ولاغرابة في تاريخ الانبياء والرسل , يقول الشيخ عبد الرحمن الحامي الحنفي في كتابه مرآة الابرار (( كان عمره عند وفاة وابيه خمس سنين , وجلس على مسند الإمامة والكرامة , مثله مثل عيسى بن مريم حيث اعطاه الله النبوة في صغر سنه , كذلك المهدي جعله الله اماما في صغر سنه , وما ظهر له من خوارق العادات كثير))(4)

و قد مرّ بنا كلام ابن حجر الهيثمي في صواعقه يقول : (( إن الإمام الحسن العسكري لم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاه أبيه خمس سنين ،آتاه الله فيها الحكمة وسمي القائم المنتظر )) (5)

ص: 13


1- الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة ، ج- 2 ص 435 .
2- القزويني ، السيد كاظم/ الإمام المهدي من المهد إلى الظهور ، ص172 .
3- الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة ، ج- 2 ص475 .ط طهران 1395ﻫ .
4- لجنة التأليف / المهدي خاتم الاوصياء , المجمع العالمي لأهل البيت / ص16 .
5- الهيثمي / ابن حجر , الصواعق المحرقة , ج2 ص601 طبع مصر 1312 ﻫ .

الفصل الثالث: الغيبة الصغرى : البداية والتسمية

اشارة

أولاً : تعريف الغيبة الصغرى

ثانياً : بداية الغيبة الصغرى

ثالثاً : خصائص الغيبة الصغرى

ص: 14

اولاً: تعريف الغيبة الصغرى

((وهي الفترة التي كان المسلمون يتصلون بها بالأمام المهدي (علیه السلام) بواسطة نواب عينهم (علیه السلام) ليكونوا مراجع المسلمين في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم ))(1)

وقد عرفها الشيخ المظفر بقوله ((وهي تمثل الحقبة الزمنية الاولى لعهد امامته (علیه السلام) في ممارسة مهام الإمامة الموكلة اليه في حدودها التقليدية , وقد ختمت بتوطيد دعائم إمامته كنقطة انطلاق نحو اهدافها الإلهية السامية ))(2)

اما من اسماها ((الغيبة الصغرى)) فذلك مالم اتوصل إلية وارجو ان اوفق لذلك , لأني راجعت كتب الاوائل الذين عاشوا تلك الفترة او ما بعدها بسنوات فلم اجدهم يسمونها بالغيبة الصغرى مقابل الغيبة الكبرى .

الذي يعرفه المسلمون إستنادا الى اقوال اهل البيت (عليهم السلام ) ان للأمام المهدي (علیه السلام) غيبتين , فعن المفضل قال : سمعت ابا عبد الله (علیه السلام) يقول : ان لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ))(3)

وقال أبو عبد الله الصادق (علیه السلام) : اما ان لصاحب هذا الامر غيبتين واحدة قصيرة والاخرى طويله))(4)

وقد اسماها الشيخ المفيد ((بالغيبة القصرى)) , قال في الارشاد: ((فأما القصرى منها فمنذ وقت مولده الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته , وعدم السفراء بالوفاة ))(5)

وقد اسمى الشيخ الطوسي الغيبة الكبرى بالغيبة التامة مقابل الغيبة الجزئية او الناقصة , الا انه لم يذكر سوى كلمة الغيبة مقابل كلمة الغيبة التامة )) . .

ص: 15


1- الجلالي , محمد حسين الحسيني ,احاديث المهدي في مسند احمد بن حمبل , ص12 , ط6 ,1917- قم
2- المظفر , الشيخ محمد رضا , عقائد الامامية , ص39.
3- الطوسي / محمد بن الحسن , الغيبة , ص114 .
4- ن . م / ص114.
5- المفيد / الشيخ محمد بن محمد بن النعمان , الارشاد , ص346 .

ثانياً: بداية الغيبة الصغرى

لم يتفق المحققون والكتاب على بداية الغيبة الصغرى للأمام المهدي (علیه السلام) ولهم فيها اراء عليها أدلة تسندها , نستعرضها بالتفصيل :

الرأي الاول :

يرى بعض المؤرخين والباحثين ان الغيبة الصغرى بدأت منذ ولادة الامام المهدي (علیه السلام) في 15/شعبان/255 ﻫ أو 256 ﻫ حسب الرأي الذي يرحجونه في ولادته , ويذهب الى الراي الشيخ المفيد في الارشاد فيقول :

((فأما القصرى منها فمنذ مولده الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة ))(1) , ويذهب الى هذا الرأي الشيخ الطبرسي فب اعلام الورى حيث يقول: ((فكانت الغيبة الصغرى اربعا وسبعين سنة ثم وقعت بعد ذلك الغيبة الكبرى التي نحن فيها ))(2) , ويؤيد هذا الرأي مجموعة من الباحثين المعاصرين .

ودليلهم على ذلك الظروف التي أحاطت ولادته (علیه السلام) : ((حيث لم يكن للمهدي (علیه السلام) عبر هذه السنين حضور وعلاقات اجتماعية الذي يعد فيه غائبا بوجه عام , وفي ضوء هذا الاعتبار تمتد مرحلة الغيبة الصغرى اربعا وسبعين عاما ))(3) .

ويوضح هذا الراي اكثر السيد محمد كاظم القزويني فيقول : ((إن الاستتار والاختفاء كان ملازما لحياة الامام المهدي (علیه السلام) منذ اوائل عمره , وعلى هذا يمكن لنا ان نتقول ان الغيبة الصغرى ابتدأت مع حياة الامام المهدي (علیه السلام) , اي كانت حياته منذ الولادة مقرونه بالاستتار عن الناس , ويمكن ان نعتبر السنوات الخمس التي قضاها الامام المهدي مع والده الأمام العسكري (علیه السلام) من ضمن الغيبة الصغرى تبعا للشيخ المفيد (ره) .(4) . .

ص: 16


1- المفيد/ محمد بن محمد بن النعمان , الارشاد , ص346 .
2- الطبري , الفضل بن الحسن /إعلام الورى , ص 444 .
3- حكيمي , الاستاذ محمد رضا , شمس المغرب , ص40 .
4- القزويني / السيد محمد كاظم / الامام المهدي من المهد الى الظهور , ص169 .

الراي الثاني :

وهو الرأي الذي عليه اكثر الباحثين والمؤرخين والذي يعتبر بداية الغيبة الصغرى منذ وفاة الامام العسكري (علیه السلام) واستلام الامام المهدي (علیه السلام) مقاليد الامامة في 8/ربيع اول /260 ﻫ , وبذالك تكون مدة الغيبة الصغرى من 8/ربيع اول /260 – حتى 15/شعبان/329 ما مقداره تسع وستون سنة واقل من ستة اشهر , وهم يستندون بذلك على ادلة نلخصها بما يلي :

1-إن الامام العسكري (علیه السلام) كان يرى ولده الحجة خواص أصحابه وثقاته المخلصين , كما راته عمته حكيمه عدة مرات , وعقيد الخادم والقابلة ووفد من قم وجماعة اخرون , وقد احصى السيد هاشم البحراني من راه في هذه الفترة فعدهم 260 شخصا .(1) , إضافة الى ظهوره امام الملأ في الصلاة على جنازة أبيه وتنحيته عمه جعفر , فلا يمكن ان نعتبر هذه الفترة من ضمن الغيبة الصغرى التي لم يشاهده بها سوى السفراء الاربعة .

2-(( إن الامام المهدي (علیه السلام) وان كان غائبا في حياة ابيه الا انها لاتعد من الغيبة الصغرى لان الامام المهدي (علیه السلام) كان في هذه الفترة معاصرا لابيه , والامام في زمان ابيه غير متحمل للمسؤولية ولا تربع على منصب الإمامة , وانما يتولاها بعد ابيه , ونحن انما نتحدث عن غيبته عن قواعد الشعبية بصفته اماماً مفترض الطاعة حيث يكون المفروض ان يكون مرتبطا بهم وقائدا لهم وموجها لمجتمعهم , وهنا مالم يتحمل المهدي مسؤوليته في حياة ابيه )) (2).

وعلى هذا الدليل يقرر السيد محمد الصدر (( إن الغيبة الصغرى للأمام المهدي هي غيبته بصفته اماما مع اقترانها بفكرة السفارة ومعه تكون مدتها 69 سنة اي من سنة 260ﻫ ))(3) .

3-تشهد الوقائع التاريخية ان الامام المهدي (علیه السلام) قد مارس بالفعل مهام الامامة يوم وفاة والده (علیه السلام) حيث صلى عليه وقابل وفد القميين .

ص: 17


1- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي .
2- الصدر / السيد محمد محمد صادق , الغيبة الصغرى , ص418 .
3- ن . م , ص418 .

وصرح لهم شفهيا بتنصيبه سفيرا لهم حتى يكون الناس على بينة من امرهم في نشاطهم , واعلمهم بالمهمة التي جاءوا من اجلها ولم يكن يمارس هذا الدور في حياة والده (علیه السلام) لتجرده من منصب الامامة .

وفي نهاية الموضوع نفهم من رسالة الامام المهدي (علیه السلام) الى نائبه الشيخ علي بن محمد السمري التي بعثها له قبيل وفاته انه (( ولا توص لاحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة )) (1) .

اي ان الوصاية والوكالة والسفارة هي الصفة الملازمة لهذه الفترة سيما وانها بدأت بتثبيت الامام المهدي (علیه السلام) وكيل ابيه الشيخ العمري وكيلا ونائبا عنه امام وفد القميين وامرهم بمراجعته .

ثالثاً: خصائص الغيبة الصغرى

للغيبة الصغرى خصائص ومميزات اتصفت بها يمكن إجمالها بما يلي :

1-إنها من اشد الفترات العباسية ظلما لأهل البيت , فقد عاش الامام العسكري (علیه السلام) وأبنه المهدي (علیه السلام) ومن يؤول اليهم تحت مراقبة وملاحقة اجهزة السلطة العباسية التي كانت سامراء عاصمة لها , فكانوا في حالة من الغربة والبعد عن المدينة جدهم ومن تضيق السلطة عليهم , ومراقبة الدار التي يسكنونها وارسال الجواسيس من النساء لملاحظة نساء الامام العسكري (علیه السلام) , ويروي لنا التاريخ الكثير من حالات المداهمة والتحري بحثا عن الامام المهدي بعد وفاة والده ((حتى ان السلطات القت القبض على السيدة نرجس بحثا عن الامام المهدي فلم يظفروا به ))(2) .

2- تميزت بوجود السفراء أو النواب الاربعة , ومنصب الوكيل او السفير تم استحداثه في عهد الامام علي الهادي (علیه السلام) ثم العسكري (علیه السلام) واصبح قائما في عهد الامام المهدي (علیه السلام) ((ففي الغيبة الصغرى كان السفراء والابواب الذين تختلف الامامية القائلون بامامة الحين بن علي اليهم ))(3) .

3-عدم الاستتار الكلي للأمام الحجة (علیه السلام) وانما كان يتصل بعدد من خواصه من النواب والوكلاء وبعض الثقات من اصحابه ويجيب عن اسئلة

ص: 18


1- الشيخ الطوسي / الغيبة ,ص266 .
2- القزويني / سيد محمد كاظم / الامام المهدي من المهد الى الظهور , ص 232 .
3- الاعرجي , محسن الحسيني الكاظمي , عدة رجال , ص77 , ط1 / 1415 مط اسماعيليان /ايران.

شيعته عن طريقهم , ويوصي بانفاق الحقوق التي ترد منهم الى مستحقيها , كما يصدر التوقيعات بتكذيب مدعي الوكالة ولعنهم .

4-السياق العام لشيعة اهل البيت المعاصرين لهذه الفترة بالاعتماد التام على السفراء والنواب والثقة بهم والتسليم بما يرد من الامام عن طريقهم , حتى اصبحت غيبة الامام حقيقة واقعة لديهم عاشوها مدة سبعين سنة يختلفون فيها الى الابواب يحملون رسائلهم واموالهم واسئلتهم ويستلمون اجوبتها بكل ثقة واطمئنان على انها من الامام (علیه السلام) .

5-إنها تمهيد للغيبة الكبرى بما اعتاد عليه الناس من مراجعة الوكلاء والنواب وعدم السؤال عن الامام ومحل اقامته , والثقة التامة بمهام الوكلاء حتى انها حين انتهت وبين الامام حالة رجوع الامة الى نوابه العامين من الفقهاء ورواة الاحاديث والمراجع سارت الامة على هذا الطريق واتخذت منها وسيلة عمل لممارسة حياتها على ضوء تعاليم الاسلام منتظرة وبكل ثقة اليوم الذي يظهر فيه امامها الغائب (علیه السلام) .

6-وكذا تميزت بوجود دعوى السفارة الكاذبة عن الامام وتصدي مجموعة من الفقهاء الذين كانوا محمودين وممن لهم اتصال بالأئمة (عليهم السلام ) بادعاء انهم سفراء عن الامام لمطامع شخصية ومنافع دنيوية مما دعا الامام الى تكذيبهم واصدار توقيعاتهم الى شيعته بلعنهم والتبري منهم .

ص: 19

الفصل الرابع: السفراء وانتهاء فترة الغيبة الصغرى

اشارة

أولاً :- تمهيد

ثانياً :- معنى السفارة

ثالثاً :- صفات السفراء المشتركة

رابعاً :- السفراء الاربعة

خامساً :- أدعياء السفارة

ص: 20

اولاً: تمهيد

أخذت الامامة منذ حياة الامام علي بن محمد الهادي (علیه السلام) وهو في سامراء تسير بخطوات ثابته ومرسومة من اجل تثبيت و ترسيخ فكرة الغيبة لدى الشيعة تمهيدا لغيبة الامام المهدي (علیه السلام) , وقد بداها الامام الهادي (علیه السلام) بأسلوبين لم يكونا مألوفين في حياة الائمة السابقين هما:

1-الوكالة : فقد ثبت عثمان بن سعيد العمري وكيلا عاما له يتلقى أسئلة المؤمنين ويرد عليها أو يعرضها على الامام لتلقي جوابة عليها , ويستلم الحقوق ويودع الصدقات ويشير على المؤمنين في الاوقات العصيبة بما ينبغي عمله لا على نحو مستقل .

وهذا الاسلوب لم يعمل به الائمة السابقون من اهل البيت (علیهم السلام) حيث كانوا يجلسون في بيوتهم او في المساجد ويجيبون على الاسئلة ويتحدثون عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ويفسرون القران ويحضرون المجالس الخلفاء المعاصرين لهم إن هم دعوا إليها فيشتركون في مناظرات العقائدية والفقهية ويفتحون ابواب بيوتهم لشيعتهم وزائريهم .

وقد جرى أسلوب الوكالة في حياة الامام العسكري (علیه السلام) وبشي من الوضوح والتركيز , حيث كان يوصي بمراجعة وكيله العام ابي عمرو عثمان بن سعيد عند الاستفسار منه خوفا على شيعته من عيون السلطة وكان يأمر وكيله باستلام الحقوق وقبضها من مؤديها , وقد قال الامام ابو محمد (علیه السلام) لوكيله يوما (( إمض ياعثمان فانك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء اليمنيين ما حملوه من المال ))(1).

وقد قللت هذه الوكالة من مراجعة الشيعة لأئمتهم أو التردد عليهم أو مشاهدتهم , وقد روى الكافي بإسناده عن علي بن محمد عن بشار بن احمد بن عبد الله بن محمد الاصفهاني قال :قال ابو الحسن (علیه السلام) – اي الامام الهادي – صاحبكم بعدي الذي يصلي علي , قال : ولم نعرف ابا محمد قبل ذلك , قال فخرج ابو محمد فصلى عليه . (2) .

ص: 21


1- الطوسي / ابوجعفر محمد بن الحسن / الغيبة / ص162 , ط1 مطبعة كوهران دية / طهران .
2- الكليني / محمد بن يعقوب / الكافي / ج1 ص 326 , نقلا عن الحيرة في عصر الغيبة للسيد ياسين الموسوي/ ص102 .

2- التوقيعات : ولزيادة ثقة الشيعة بالأجوبة التي ترد عليهم عن طريق الوكلاء , فقد كانت هذه الاجوبة تصل موقعة ومختومة بختم الامام (علیه السلام) على جميع اسئلتهم في العقائد والفقه والامور التي تخص حياتهم الشخصية , وما هنا الاسلوب الاتوطئة وتمهيد لتلك الفترة التي سوف يعيشها الشيعة في عصر الغيبة , فكان اتصالهم بالأمام عن طريق الرسائل التي ترد جوابا على اسئلتهم موقعة منهم – عليهم السلام - , وهكذا نرى الامام يجيب على اسئلة شيعته بالرسائل وليس كباقي أئمة اهل البيت الذي تصدروا للتدريس ومجالسة العلماء والاجابة على اسئلة مشافهة .

فلم تكن مصادفة انتخاب الامام الهادي (علیه السلام) وكيله الثقة المأمون أبا عمرو عثمان بن سعيد العمري الاسدي لهذا الموقع الهام والذي استمرت نيابته ووكالته فترة حياة العسكري (علیه السلام) وبداية حياة الامام المهدي (علیه السلام) حيث كان اول سفرائه الخاصين , وكل هذا بتخطيط إلهي محكم .

ثانياً: معنى السفارة

السفير لغةً : ((هو من أوكلت اليه مهام خاصة يتوقف حل المسائل وقع الخلاف فيها على ادائها , كما ان من لوازمها قطع المسافات الطويلة لإنجاز ذلك ))(1) . , ويضيف الميرزا محسن آل عصفور على هذا التعريف بقوله : ((ان هذا الطابع لم يحدث بحسب معتقد الشيعة الامامية بالمصطلح الصريح الرسمي الا في فترة الغيبة الصغرى للأمام المهدي (علیه السلام) وبخصوص أشخاص معينين ))(2).

النيابة : عبارة عن ايعاز التصرف وايكال اداء عمل لا في وجه إنشائه بايكال الاختيار الى النائب , فهي تفويض محصور واعطاء صلاحية مقلصة في نطاق ضيق . (3).

ص: 22


1- آل عصفور , محسن , ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة , ط1 1412 المطبعة العالمية – ايران .
2- ن . م . ص167 .
3- ن . م . ص167 .

والسفارة والنيابة والوكالة مصطلحات مترادفة , لكننا نستطيع ان نميز ان مصطلح النائب أو السفير في عقيدة الشيعة الامامية ينصرف الى النواب او السفراء الاربعة للأمام المهدي (علیه السلام) في فترة الغيبة .

الصغرى , في حين ان الوكلاء كثيرون وهم وكلاء لهؤلاء النواب في مختلف الامصار الاسلامية , وهناك من يطلق على النواب الاربعة مصطلح الوكلاء بقرينة واضحة .

وقد اعتبرت نيابة النواب الاربعة نيابة خاصة ((اريد منها القيام بجميع مهام الامام الاجتماعية والسياسة والفكرية والفقهية ولكن ليس بشكل المستقل عن الامام ))(1) , وقد كان الامام يتولى تنصيبهم مباشرة بإصدار بيانات وتوقيعات في ذلك وفي نفي الوكالة عمن يدعيها ولم يكن منها ))(2) .

ثالثاً: صفات السفراء المشتركة

نجد لهؤلاء السفراء او النواب الاربعة صفات مشتركة عامة تغلب عليهم جميعا ًيمكن ان نجملها بما يلي :

1-ان لا يتصرف النائب من نفسه انما يعمل بما يأمره الامام (علیه السلام) وخاصة في مجال الاحكام العقائدية والفكرية او في المجالات الفقهية , ويدلنا على ذلك قول السفير الثالث ابي القاسم الحسين بن الروح (رض) : ((يا محمد بن ابراهيم , لئن اخر من السماء فتخطفني الطير او تهوي بي الى مكان سحيق احب الي من ان اقول في دين الله عز وجل برايي او من عند نفسي , بل ذلك من الاصل ومسموع عن الحجة (عليه السلام ).(3) .

2-كانوا يتصفون بصفات اعجازية في الوقت الذي كانوا يظهرون أمام الناس بسلوكهم العادي , وكانوا يمارسون الحياة العادية اليومية ويعملون بأبسط الاعمال التي لا تثير انتباه احد كما كان يعمل النائب الاول ببيع السمن تغطية لأمره وإبعاداً لأعين الرقباء عنه .

ص: 23


1- آل عصفور , الميرزا محسن , ظاهرة الغيبة ودعوة السفارة , ص167 .
2- الصدر / محمد محمد صادق / الغيبة الصغرى , ص 609 .
3- الصدوق , محمد بن بابوية القمي , كمال الدين وتمام النعمة , ص508 .

3-((الاضطلاع بمهمة قيادة القواعد الشعبية الموالية للأمام (علیه السلام) من الناحية الفكرية والسلوكية والعمل عل إقرارها وتطبيقها بحذافيرها , والتوسيط بينه وبينها في إيصال البيانات واخراج التوقيعات وحل مشاكلها وتدليل العقبات التي تصادفها ))(1)..

4-إنهم يتصفون بدرجة عالية من الوثاقة والأمانة والاخلاص بحيث يكون من المستحيل ان يشوا بالأمام أو ان يخبروا بمحل وجوده , ولو مزق لحهم ودق عظمهم , وقد سئل ابو سهل النوبختي وهو العالم والفقيه عن سبب عدم اختيار الحسين بن روح المعاصر له للنيابة قال : (( لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض كما كشف الذيل عنه ))(2) .

5-إنهم جميعا من غير العلويين مع كثرة العلويين ووثاقتهم ووجود العلماء منهم , وذلك خوفا من بطش الدولة بهم .

إضافة الى بعض الصفات العامة التي يشتركون بها مع غيرهم من المؤمنين كالورع والتقى وكتمان الامور وتنفيذ الاوامر الصادرة اليهم وإطاعة اوامر الله سبحانه والانتهاء عن نواهيه .

ثالثاً: السفراء الأربعة

نذكر هنا نبذا مختصرة عن حياة هؤلاء السفراء الاربعة الذين استوعبت حياتهم فترة الغيبة الصغرى ومدد نيابتهم :

1-السفير الاول : هو ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري الاسدي , وقد نسب الى جده لأمه , ويلقب بالسّمان أو الزيات لأنه كان يبيع الزيت تعمية لأمره .

تؤكد الروايات أنه خدم الامام الهادي (علیه السلام) وعمره احدى عشرة سنة , واختص بوكالته ووكالة الامام الحسن العسكري (علیه السلام) من بعده , وهو الذي عيّنه وثبّته نائبا لابنه المهدي (علیه السلام) من بعده .

ص: 24


1- الامين / السيد محسن , اعيان الشيعة , ج2 ص47 مطبعة الرقي /دمشق ط1/1936 ,ط2 مطبعة كرم , دمشق , 1954 .
2- حرز الدين / محمد , مراقد المعارف , ج1 ص250 .

لم تعرف سنة ولادته بالضبط ولم تثبت سنة وفاته , ويمكن ان نستدل من بعض الروايات انه وابنه وكلا لابنه الامام المهدي (علیه السلام) خمسا واربعين سنة , وان وكالة ابنه كانت اربعين سنة وقد توفي سنة 305 ﻫ نعرف انه توفي سنة 265 ﻫ وقيل 267ﻫ وقيل ايضا 280 ﻫ .

وقد دفن الشيخ العمري في بغداد في المنطقة المعروفة الان بسوق الهرج قرب بناية وزارة الدفاع القديمة .

وثقّه الامام الهادي (علیه السلام) بقوله : هذا الثقة الامين ما قاله لكم .

فعني بقوله , وما أداه اليكم فعّني يؤديه ))(1) ,ووثقه الامام العسكري (علیه السلام) بمثل ذلك , وترحم عليه الامام المهدي (علیه السلام) عند وفاته حينما ارسل رسالة تعزية الى ولده ابي جعفر .

2-السفير الثاني : وهو أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، لقب بالخلاني لكثرة اختلائه بأصحابه ، وكل للإمام المهدي (علیه السلام) بعد وفاة أبيه ، ولم تعرف سنة ولادته ، إلا أن المرجع أنه ولد في النصف الاول من القرن الثالث الهجري ، توفي سنة 305 ﻫ وكنت مدة سفارته اربعين سنة .

وثقه الامام العسكري (علیه السلام) وقال عنه الامام الحجة (علیه السلام) : وأما محمد بن عثمان فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل فانه ثقتي وكتابه كتابي ..(1).

كانت وكالته للإمام المهدي (علیه السلام) أطول فترات الوكالة حيث قضاها في بغداد ، وقد استعد لموته وعمل ساجة (خشبة) نقش عليها يوم وفاته - كما أخبره الامام (علیه السلام) – وتوفي في اخر جمادي الاخرة سنة 305ﻫ ودفن عند والدته في شارع باب الكوفة ببغداد ومرقده شاخص الان في منطقة الباب الشرقي يسمى مرقد الشيخ الخلاني .

كان متواضعا , قال عنه أحمد الدينوري (( حضرت الى ابي جعفر العمري فوجدته شيخا متواضعا عليه مبطنة بيضاء قاعدا على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له المروة والفرس ما وجدت لغيرة ))(2).

3-السفير الثالث :

ص: 25


1- الطوسي / الغيبة /243 .
2- الصدر / محمد محمد صادق / كتاب الغيبة الصغرى , ص511 عن البحار ج13 ص79 .

هو ابو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي ((وهو من عائلة آل نوبخت , وهم عائلة علمية ينتهي نسبها الى سهل بن نوبخت , وهم طائفة كلهم شيعة , فهم المدافعون عن مذهب الشيعة المحامون عنه باحتجاجاتهم ومؤلفاتهم ))(1).

عينّه محمد بن عثمان سفيراً ثالثا بقوله (( هذا ابو القاسم الحسين بن الروح النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر (علیه السلام) والوكيل الثقة الامين فارجعوا إليه في اموركم وعوّلوا عليه في مهماتكم ))(2). .

وثّقه الامام الحجة (علیه السلام) بقوله : ((نعرفه , عرفة الله الخير كله واسعده بالتوفيق , وهو ثقتنا بما هو عليه ,وانه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه , زاد الله في إحسانه اليه إنه وليّ قدير))(3).

ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وتوفي ببغداد في 18/شعبان/326 ﻫ (4) , ودفن في الشورجة فيها وقبره الان يزار.

4-السفير الرابع :

وهو الشيخ ابو الحسن علي بن محمد السمري (او السيمري , أو الصيمري) والمشهور (السمري) , ولد في النصف الثاني من القرن الثالث .(5) , قال عنه المامقاني في تنقيح المقال ((علي بن محمد السمري من السفراء النواب وهو السفير بعد ابي القاسم , وثقته وجلالته أشهر من ان تذكر وأظهر من ان تحرر , فهو كالشمس لا تحتاج الى بيان ))(6) , توفي في النصف من شعبان سنه 329ﻫ (7) , وقال الطبرسي انه توفي سنة 328 . (8)

وقال الشيخ الطوسي ايضا : قيل لما حضرت السمري الوفاة سئل ان يوصي فقال : لله أمرهو بالغة , وقال الطوسي : ومضى ابو الحسن بعد ذلك في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ))(9) .

وقال الشيخ الطوسي ايضا ((عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال : حدثني ابو محمد احمد بن الحسن المكتب , قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ ابو الحسن علي بن محمد السمري , فحضرته قبل وفاته بأيام , فاخرج الى الناس توقيعا نسخته : ((بسم الله الرحمن الرحيم ياعلي بن محمد السمري أعظم الله اجر اخوانك فيك فانك ميت

ص: 26


1- العاملي / السيد محسن الامين , اعيان الشيعة , ج5 ص403 مطبعة الترقي , دمشق , 1936.
2- الطوسي / الغيبة / ص250 .
3- المجلسي / بحار الانوار / ج51 /ص356 .
4- العاملي / السيد محسن الامين / اعيان الشيعة ,ج2 ص 48 .
5- ن . م ,ج2 ص48 .
6- المامقاني / تنقيح المقال , ج2 , ص325 .
7- الطوسي / الغيبة /ص242 .
8- الطبرسي / اعلام الورى , ص44.
9- الطوسي / الغيبة , ص265 .

مابينك وبين ستة أيام , فاجمع أمرك ولاتوصي الى احد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة , فلا ظهور الابعد اذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا , وسيأتي.

لشيعتي من يدعى المشاهدة , ألافمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر , ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ))(1) .

وقد شكك بعض الكتاب بهذه الرسالة وضعفها سنا ومتنا , لكنها ثابته لكثير من الباحثين والمؤرخين , وقد صمدت امام الواقع للأسباب التالية :-

1-أنه قد انقطعت السفارة بوفاة الشيخ السمري بالفعل ولم يدعي احد لها , وهذا تصديق للرسالة .

2-تؤكد الروايات ان الشيخ السمري توفي بعد اعلانه الرسالة بستة ايام .

3-كان لابد للأمام الحجة (علیه السلام) وقد انتهت السفارة ان يصدر توقيعا منه بإنهائها لمنع ادعائها من قبل السفراء الكذابين او المدعين لها او يثبت سفيرا غيره , وهذا ما فعله بالفعل .

وقد روى ابو نصر هبة الله بن محمد الكاتب أن قبر ابي الحسن علي بن محمد السمري في الشارع المعروف بشارع الخلنجي ببغداد من ربع باب المحول قريب من شاطي نهر ابي عتاب ))(2) , وهنا القبر الان في منطقة السراي في باب المعظم ببغداد .

رابعاً: السفراء الكذابون

ص: 27


1- الطوسي , الغيبة , ص265.
2- ن . م . ص266.

نظرا للمحل السامي والموقع المرموق الذي يتمتع به نائب الامام بين اوساط الشيعة الامامية فقد كثر مدعو السفارة والنيابة في عصر الغيبة الصغرى وشط بهم الامر حتى ادعى بعضهم انه هو المهدي المنتظر , وكان لهذا الادعاء اسباب نفسية تتعلق بحب الظهور , وأسباب اقتصادية ترمي الى جمع الحقوق والاستحواذ عليها وغيرها من الاسباب .

وقد حاربهم الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ونوابه , واظهروا بطلان ادعاءاتهم ووردت التوقيعات من الامام بلعن بعض منهم والتبري من البعض الاخر توصي الشيعة بعدم تصديقهم , وهنا نورد اسماء البعض منهم على الاجمال :

1-ابو محمد الحسن المعروف (بالشريعي) وهو اول من ادعى مقام النيابة .

2-محمد بن نصير النميري , وكان من اصحاب ابي محمد الحسن فلما توفي ابو محمد ادعى مقام ابي جعفر محمد بن عثمان , وانه صاحب المهدي , وقد لعنه ابو جعفر وتبرأ منه واحتجب عنه .

3-أحمد بن هلال الكرخي (العبرتائي ) , وكان من اصحاب ابي محمد الحسن (علیه السلام) فلما اجتمعت الشيعة على وكالة ابي جعفر عثمان انكره , فلعنه الشيعة وتبرأوا منه .

4-ابو طاهر محمد بن علي بن بلال (البلالي) , وقد تمسك بالأموال التي كانت عنده للأمام وامتنع عن تسليمها , وادعى انه الوكيل , حتى تبرأ الشيعة منه ولعنوه .

5-الحسين بن منصور الحلاج , وهو الذي جرت بينه وبين الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح محاججات أفحمه فيها الحسين , وقد ادعى امورا خارجة عن الشريعة فقتلته السلطة العباسية واحرقته .

6-ابو جعفر محمد بن علي الشلمغاني (المعروف بابن ابي العزاقر) وقد خرج التوقيع من الامام المهدي (علیه السلام) بلعنه والبراءة منه .

7-ابو بكر البغدادي , وهو ابن اخي الشيخ ابي جعفر محمد بن عثمان العمري المسمى (احمد)وكان يدعي السفارة بعد السمري .

8-ابو دلف المجنون الذي كان فاسد الراي .

ص: 28

وقد مال بعض الشيعة الى هؤلاء وحضروا مجالسهم , ولكن كتب وتوقيعات الامام المهدي (علیه السلام) كانت تلاحقهم باللعن والتبري والتكذيب.

الفصل الخامس: الوكلاء في عصر الغيبة الصغرى

اشارة

اولاً : تمهيد .

ثانياً : الفرق بين السفير والوكيل .

ثالثاً : رعاية الامام (علیه السلام) للوكيل .

رابعاً : تداخل مصطلح السفير والنائب والوكيل .

ص: 29

خامساً : مصدر تسمية الوكلاء .

سادساً : عدد الوكلاء .

اولاً: تمهيد

لقد كانت المواضيع السابقة لهذا البحث مقدمات لابد منها للدخول الى الموضوع الذي نريد البحث فيه والتحقيق في فقراته وهو وكلاء الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في زمن الغيبة الصغرى من غير السفراء .

فمن مميزات الغيبة الصغرى -- كما ذكرنا -- وجود وكلاء ثقات ومعتمدين لدى السفراء الاربعة منتشرين في البلدان الاسلامية يقومون بمهمة مساعدة السفراء في اعمالهم من إيصال الرسائل والحقوق اليهم من الاماكن البعيدة متحملين وعورة الطريق وخطورة المسالك والمحافظة على الامانة ليصلوا بها الى بغداد حيث يوجد السفراء ليأخذوا الاجوبة على تلك الاسئلة موقعة من قبل الامام المهدي(علیه السلام) وتوجيه صرف الحقوق الشرعية وذلك عن طريق السفير او النائب .

ص: 30

وقد ثبت بالروايات الصحيحة والنقل التاريخي الموثق وجود وكلاء للأمام من غير السفراء في مختلف الامصار الاسلامية التي يسكنها شيعة اهل البيت , وهم من عامة الناس تجمعهم صفة الوثاقة والأمانة وكان بعضه الفقهاء والعلماء والمحدثين وكانت لبعضهم مؤلفات وكتب.

لكن التاريخ لم يتطرق للتفصيل في حياتهم وامر ولادتهم ووفياتهم وترجمة حياتهم بل وردت عبارات قصيرة عنهم في كتب الرجال والحديث والتاريخ استطعنا جمعها لتكون سادة للبحث عن حياة هؤلاء الرجال المأمونين الذين صدرت بحقهم عبارات الاطراء والثناء والتوثيق من الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)وهو ما نراه في ثنايا البحث .

ان نظام السفارة والنيابة الذي وضعه الائمة عليهم السلام يهدف بالدرجة الاولى الى حماية الامام وابعاد الانظار عنه وصرف اذى السلطات العباسية الظالمة التي لم تترك وسيلة لقتله او إلقاء القبض عليه الا وقامت بها , وقد قام السفراء الاربعة بمهمتهم واستطاعوا تحقيق هذا الهدف المقدس ففي الوقت يحافظون فيه على حياة الامام (علیه السلام) كانوا حلقة الوصل بينه وبين شيعته يوصلون اليه رسائلهم ويحملون توقيعاته لهم وينقلون توجيهاته ودعائه وارشاداته في جميع المجالات .

لكن السفراء كانوا يواجهون هذه المشكله نفسها , لذلك كان عليهم العمل واداء المهمة بدرجه عاليه من السرية والكتمان , ولذا استدعى الامر ان يتبعوا اسلوب الامام مع السفراء نفسه , وذلك من اجل تسهيل مهمة السفراء واحاطتهم بالسرية التامة حيث لايكون بوسع السفير التكلم في عمله والتواصل مع الناس في كل المصار , فجاء دور الوكيل لمساعدة السفير في ايصال الرسائل والتوجيهات الى الامصار الاسلامية بما يضمن له السلامة من اعين السلطة واداء المهمة التي انتدب لها .

وكان هؤلاء الوكلاء محمودين في سلوكهم مستقيمين في اعتقاداتهم معروفين بالزهد والتقوى والصلاح , وكان الامام المهدي (علیه السلام) يصدر الاوامر بتعيين هؤلاء الوكلاء او يوثقهم او يقر بقاءهم او يرشد الناس الى مراجعتهم , وهذا مادعى الى تسمية الكتاب الذي بين ايدينا ((بوكلاء الامام المهدي (علیه السلام) من غير السفراء)) لان تنصيبهم وتوثيقهم لا يتم الامن قبل الامام (علیه السلام) نفسه او يعلمه وإقراره .

ولما كانت السلطات الحاكمة ترصد تحركاتهم واتصالاتهم بالنواب الاربعة فقد احاطت السريه حياتهم وعم الغموض والكتمان الكثير من مفاصل تاريخهم وسيرتهم فلا يعرف منها الا بمقدار اتصالهم بالنواب او توثيق الامام المهدي (علیه السلام) لهم .

ثانياً: الفرق بين الوكيل والسفير

لاشك ان هناك فرقاً واسعاً بين هؤلاء الوكلاء الذين نحن بصدد البحث عنهم وبين سفراء الامام ونوابه الأربعه نوجزها بأمرين هما :-

ص: 31

1-إن السفير يواجه الامام المهدي (علیه السلام) مباشرة ويعرفه شخصيا ويأخذ منه اجوبة المسائل والبيانات مباشرة , في حين ان الوكيل متصل بالأمام (علیه السلام) عن طريق السفير او النائب ولايحق له ان يسال عن الامام او محل وجوده .

2-إن مسؤولية السفير عامة وشاملة لأفراد الطائفة الشيعية كافة , في حين ان مسؤوليه الوكيل منحصرة بأفراد منطقته او مدينته .

واجبات الوكلاء ومهماتهم :

يقوم هؤلاء الوكلاء جهات رئيسيه محددة هي :

1-مساعدة السفير في تسهيل عمله حيث لا يكون باستطاعة السفير الاتصال بجميع الامصار الاسلامية التي يقطنها الموالون لأهل البيت , واستلام اسئلتهم والاجابة عليها وارسال الأجوب اليهم وقبض الحقوق التي كانت ترد منهم بالصرر والنقود المعدنية وتوجيه موارد صرفها تطرا للرقابة الشديدة التي تفرضها السلطة الحاكمه عليهم .

2-المساهمة في كتمان آمر السفير وإخفائه او اخفاء اسمه او مكان سكناه لغرض استيفاء الوكالة واجبها في ايصال التوقيعات والبيانات الى القواعد الشيعية ((ولابد ان يكون عمل هؤلاء الوكلاء غير ملفت للنظر , وان تكون حياتهم وتجاربهم طبيعية جدا , ومن الجدير ذكره ان الوكيل عاملا بين يدي السفير ولايحق له قبض الاموال ولا اخراج التوقيعات الا بأذن الامام المهدي (علیه السلام) نفسه , وليس للسفير ان يستقل عنه في الايكال الى اي شخص كان ))(1) .

ص: 32


1- الصدر /السيد محمد محمد صادق , كتاب الغيبة الصغرى , ص629.

ثالثاً: رعاية الامام للوكيل

وكدليل على اهتمام الامام المهدي (علیه السلام) لهؤلاء الوكلاء وتقديره لجهودهم فقد كانت رعايته يشملهم وذلك بنحوين هما :

1-إيصاء شيعته بطاعتهم والثقة بهم والرجوع اليهم , فقد (( روي عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال :كتب الي - يعني الامام (علیه السلام) : قد وصل الحساب , تقبل الله منك ورضي عنهم , وجعلنا معهم في الدنيا والاخرة , وقد بعثت اليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة بكذا , فبارك الله لك فيه , وفي جميع نعم الله عليك , وقد كتبت الى النضر امرته ان ينتهي اليك , وعن التعرض لك وبخلافك , واعلمته موضعك عندي , كتبت الى ايوب امرته بذلك ايضا . وكتبت الى موالي لهمذان كتابا امرتهم بطاعتك والمصير الى امرك وان لا وكيل سواك )) (1).

2-إشعار الوكلاء بالخطر الداهم لهم من السلطة العباسية حينما تريد الترصد لهم لإلقاء القبض عليهم , فقد ورد ((ان الامام (علیه السلام) اصدر امرا بعدم استلام اية حقوق من اي شخص حينما بثت السلطة العباسية عيونها وجواسيسها بأرسال الاموال بحجة ارسالها الى الامام لكي يتعرفوا على الوكلاء فلم تنجح السلطة في القبض عليهم ))(2).

المستوى العلمي للوكلاء :

تنصيب الوكلاء لا يستدعي ان يكونوا من المبرزين في العلوم العقائدية او الفقهية او سائر العلوم الاسلامية ,وانما يعتمد الوثاقة بالدرجة الاولى والحفاظ على السرية التامة بعملهم في التعامل مع السفراء , فقد كان في زمانهم من العلماء الاعلام والفقهاء ولم يختاروا لهذه المهمة , وقد سئل ابو سهل النوبختي عن سبب عدم اختياره واختيار الحسين بن روح فقال: ((لوكان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقارض كما كشف الذيل عنه))(3).

من جانب اخر فان عملهم يستدعي السفر الطويل وتحمل المشاق ونقل الاموال مع الحفاظ على السرية التامة فاختيار العلماء لهذه المهمة قد يسبب اكتشافها والاهتداء الى مكان السفراء , فلابد من اختيار اشخاص من عامة الناس لا يثيرون انتباه السلطات الى طبيعة عملهم .

ص: 33


1- التستري , محمد تقي , قاموس الرجال ,ج1ص292,ط2, 1410 ,مؤسسة النشر الاسلامي.
2- الكليني /محمد بن يعقوب , الكافي , ج3,كتاب الحجة ,نقلا عن ظاهرة الغيبة ص178.
3- حرز الدين / محمد , مراقد الرجال , ج1 ص250 .

ومع هذا فأننا نجد منهم بعض العلماء والمؤلفين او ممن جمع الحديث عن ائمة اهل البيت (علیهم السلام) واصدر كتابا بذلك , او انه كتب كتابا في الفقه والزيارات وغيرها .

رابعاً: تداخل مصطلح السفير والنائب والوكيل

ترد في كتب الحديث والرجال هذه المصطلحات الثلاثة وكأنها ذات دلالة واحدة , والواقع ان بينها عموما وخصوصا من وجه , فكل سفير او نائب وكيل للأمام المهدي (علیه السلام) وليس كل وكيل نائب او سفير .

فالنواب والسفراء الاربعة معروفون لدى الشيعة الامامية وهم وكلاء للناحية المقدسة , وكانوا جميعا في بغداد عاصمة الخلافة , اما وكلائهم فهم منتشرون في بقاع المملكة الاسلامية وليسوا سفراء. واذا كان قد ورد في بعض الكتب عبارة ((من الابواب , او من السفراء للناحية المقدسة عن غير السفراء الاربعة فهو اطلاق مجازي لا على نحو الحقيقة , والحقيقة واضحة عند الشيعية الامامية ومتفق عليها بان نواب الامام المهدي (علیه السلام) وسفراءه في زمن الغيبة الصغرى اربعة لا غير .

معروفون بأسمائهم والقابهم . وقد شغلوا فترة الغيبة الصغرى التي امتدت الى سنة 329ﻫ وانتهت بوفاة السفير الرابع منهم . .

خامساً: مصدر تسمية الوكلاء

لقد وردت كلمة الوكلاء في كتاب ((كمال الدين وتمام النعمة )) للشيخ الصدوق المتوفى سنة 381ﻫ لتشمل السفراء ووكلاءهم الذين شاهدوا الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في عصر الغيبة الصغرى , فقد ورد فيه ((حدثنا محمد بن محمد الخزاعي (رض) قال : حدثنا ابو علي الاسدي , عن ابيه , عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي , انه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام) ورآه , من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه , وحاجز , والبلالي , والعطار , ومن الكوفة : العاصي ....الخ , ثم قال :ومن غير الوكلاء من اهل بغداد :ابو القاسم بن ابي جليس ...الخ))(1).

ص: 34


1- الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة ، ص406.

ففي الروايه شمول لنواب الامام وهم سفراء :العمري عثمان بن سعيد وابنه ابي جعفر محمد بن عثمان , وللوكلاء الذين سيرد البحث عنهم , لكنه افرد موضوعا خاصا لغير الوكلاء تمييزا لهم عن وكلاء الناحية المقدسة سواء أكانوا من النواب ام من الوكلاء .

اما الشيخ الطوسي فقد وصفهم ((بأنهم اقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل - اي الامام - , وعدد اسماء هؤلاء الوكلاء كالاسدي وحاجز بن الوشا ومحمد بن شاذان وجماعة ممن خرج التوقيع من الامام (علیه السلام) في مدحهم ))(1) .

وسمّاهم السيد ابن طاووس في كتابه ربيع الشيعة بالوكلاء , واورد رواية الشيخ الصدوق التي اوردناها آنفا وعددهم , ثم عدد من راوا الامام (علیه السلام) من غير الوكلاء))(2).

أما الشيخ الطبرسي , فقد اورد في كتابه إعلام الورى ص453 أسماهم جميعا نواب والوكلاء وقال ((أما الصغرى - يعني الغيبة - فهي التي كان فيها السفراء والابواب الذين لا يختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (علیه السلام) فيهم , المعروفون , اولهم : ابو عمرو عثمان بن سعيد السمان ويدعى العمري والاسدي ، وابنه وابو هاشم داود بن القاسم الجعفري واحمد بن اسحق وابراهيم بن مهزيار في اخرين ))(3). .

ثم مضى يعدد هؤلاء الوكلاء حسب أماكنهم : فمنهم من همذان او من الاهواز او من غيرها .

فمصطلح الوكيل لم يأخذ حدّه النهائي الا في عصور متأخرة ميّز بها الكتاب بين السفراء الاربعة وبين الوكلاء الذين نصبّهم هؤلاء السفراء بموافقه وتأييد وتوثيق الامام المهدي (عليه السلام ) .

سادساً: عدد الوكلاء

ص: 35


1- الطوسي / كتاب الغيبة , ص281.
2- الاعرجي / السيد محسن , عدة رجال ج1 ص77 عن كتاب ربيع الشيعة للسيد ابن طاووس.
3- ن . م . ج-1 ص-77 .

ذكر الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة أسماء احد عشر وكيلا من غير السفراء , واضاف اليهم السيد محمد محمد صادق الصدر في كتابه الغيبة الصغرى ستة اشخاص ))(1) , واوصلهم بعض الباحثين الى خمسة وعشرون وكيلا لكتله لم يعدد اسماء الخمسة والعشرين هؤلاء ))(2).

والحقيقة ان عددهم غير معروف بالضبط لانتشارهم في الامصار الاسلامية طيلة فترة تسعة وستين عاما , ولم يكونوا من العلماء المشهورين اللامعة اسماؤهم في التأليف او التدريس , وانما كانوا رجالا مؤمنين موثوقين مكلفين بمهمات خاصة تقتضي الامانة والوثاقة , لغرض مراجعة السفراء في بغداد للتوسط بينهم وبين الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في الاجابة عن مسائل شيعته واستفساراتهم والرجوع بأجاباتها اليهم .

وقد تحرينا عنهم بطون الكتب وامهات كتب الرجال والحديث فلم نجد الا نتفاً بسيطة عن حياتهم جمعناها في هذا البحث ليكون بداية للدراسة الوافية عن حياة هؤلاء الرجال وعددهم ومساهماتهم في الحركة الفكرية والثقافية في عصر الغيبة الصغرى.

الفصل السابع: وكلاء الامام المهدي عليه السلام

اشارة

1-أبو علي القمي (احمد بن إسحق الاشعري).

2-ابراهيم بن محمد الهمذاني.

3-ابراهيم بن مهزيار الاهوازي.

ص: 36


1- الصدر / محمد محمد صادق , الغيبة الصغرى , ص 609.
2- آل ياسين , الشيخ محمد حسن , اصول الدين الاسلامي , ص197.

4-أبو الحسين , محمد بن جعفر الأسدي.

5-أحمد بن اليسع.

6-أيوب بن نوح.

7-البزوفري.

8-الحاجز بن الوشا.

9-الشامي (البامي).

10-العاصمي.

11-القاسم بن العلاء.

12-محمد بن صالح الدهقان.

13-محمد بن يحيى العطار.

14-محمد بن نعيم بن شاذان.

15-محمد بن حفص بن عمرو.

16-اسحق بن اسماعيل النيشابوري وأسماء متفرقة اخرى .

1- أبو علي القمي(أحمد بن اسحق الاشعري)

إسمه ونسبه

هو (( أحمد بن اسحق بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري ))(1) , ورد إسمه في رجال العلامة الحلي ((أحمد بن اسحق بن عبد الله بن سعد ابن مالك بن الاحوص الاشعري ,ابوعلي القمي ))(2).

وقال التستري ((أحمد بن اسحق بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري))(3).ويكنى ابو علي ويلقب بالقمي لانه من اهل قم (4).

ولقب بالاحوص والاشعري نسبة الى اجداده , ولقب بالاسحاقي نسبة الى ابيه , وقد ورد هنا اللقب (الاسحاقي) في رسالة الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الى القاسم بن العلاء : (( واعلم الاسحاقي سلمه الله واهل

ص: 37


1- الصدر/ محمد محمد صادق , الغيبة الصغرى ص617 , الشاكري : الامام المنتظر : ص470.
2- الحلي , رجال العلامة , ص15 , ط2 , المطبعة الحيدريه , النجف . النجاشي : رقم 225.
3- التستري : محمد تقي , قاموس الرجال ,ج1 ص392 , ط2 , 1410, ايران .
4- الطبرسي : إعلام الورى ص452 , الطوسي : الغيبة , ص242.

بيته بما اعلمناك عن هذا الفاجر ))(1) . واعطي لقبا فخريا هو ((شيخ القميين ووافدهم ))(2) وقد اختص به دون غيره .

وزاد التستري بالكشف عن عشيرته فقال : وهو من بني ذخران - نقلا عن النجاشي - في لبن عمه احمد بن محمد بن عيسى من بني ذخران بن عوف بن الجماهر بن الاشعر ))(3).

ونخلص الى ان اسمه ((احمد بن اسحق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري القمي أهلي قم وهو شيخهم ووافدهم , من بني ذخران بن عوف بن الجماهر بن الاشعر , وقد توالت عليه الالقاب : الاسحاقي , الاحوص , الاشعري نسبة الى ابائه , والقمي : نسبة القم . .

حياته

لم ترود المصادر التي بين أيدينا تاريخ ولادته ولاسنة وفاته , وانما اشارت الى فترة التي عاشها , فقد ((روى عن ابي جعفر الثاني (علیه السلام) وإبنه ابي الحسن (علیه السلام) , وكان خاصة ابي محمد (علیه السلام) وكان فيه زمن السفراء المحمودين الذين ترد التوقيعات عليهم من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل ))(4).

ولما كان الامام محمد الجواد قد ولد سنة 195ﻫ وكانت وفاة الامام العسكري (علیه السلام) سنة 260ﻫ فقد حددت حياته بين هذين التاريخ , لكن تاريخ وفاته فيه رأيان مختلفان :

الاول :انه توفي في حياة الحسن العسكري (علیه السلام) بعد ان اراه الامام ولده وهو ابن ثلاث سنين وخرج من عنده وتوفي , وفي هذا الراي نجد الروايه التالية :

ص: 38


1- الطوسي : اختيار معرفة الرجال (رجال الكتي ) ج6 ص45 , مط دتنشكاه , مشهد 1328ﻫ .
2- التستري : محمد تقي , قاموس الرجال , ج1 ص393 .
3- ن . م :ص397 .
4- الطوسي / الغيبة / ص282.

روى الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة قال في حديث طويل اورد عند دخول سعد بن عبد الله القمي واحمد بن اسحق على الامام العسكري في بيته في سامراء , وفي نهاية الحديث يقول : ((فلما كان يوم الوداع دخلت انا واحمد بن اسحق وكهلان من اهل ارضنا ، وانتصب احمد بن اسحق بين يديه قائما وقال : يابن رسول الله قد دنت الرحلة واشتدت المحنة فنحن نسأل الله عز وجل ان يصلي على محمد المصطفى جدك , وعلى المرتضى ابيك , وعلى سيدة نساء امك , فلما قال هذه الكلمة استعبر مولانا وقال : يابن اسحق لا تكلف في دعائك شططا فانك ملاقي الله عز وجل في سفرك هذا , فخر احمد مغشيا عليه , فلما افاق قال : سألتك بالله وبحرمة جدك الاشرفتني بخرقة اجعلها كفنا , فأدخل مولانا (علیه السلام) يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما وقال : خذها ولاتنفق على نفسك غيرها فانك لا تعدم ما سألت , قال سعد :فلما انصرفنا من حضرة مولانا (علیه السلام) من حلوان على ثلاثة فراسخ حُمَّ احمد بن اسحق وثارت به علة صعبة آيس من حياته فيها , ولما حان ان يكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فاذا انا بكافور خادم مولانا ابي محمد وهو يقول : احسن الله بالخير عزاءكم وجبر بالمحبوب رزيتكم , قد فرغنا من غسل صاحبكم وتكفينه فقوموا لدفنه))(1).

الثاني : تفيد الكثير من الروايات أنه (ره) توفي بعد وفاة الأمام الحسن العسكري (علیه السلام) , وفي فترة الإمامة الأمام المهدي (علیه السلام) وفي هذا أربع روايات هي :

ِِِأ. ما ورد في كتاب اختيار معرفة الرجال للكشي ج-6 ص557 (( عن جعفر بن معروف الكشي قال : كتب ابو عبد الله البلخي إلي يذكر من الحسين بن روح القمي أن أحمد بن اسحق كتب إليه يستأذنه في الحج فأذن له وبعث إليه بثوب , فقال أحمد بن اسحق نعى إلي نفسي فانصرف من الحج ومات بحلوان))(2) , والحسين بن روح كانت وكالته للأمام للفترة من 305- 326ﻫ .

وعلق على الروايتين السابقتين الشيخ محمد تقي التستري بالقول : يكفي هذا جلالا توثيق الحجة له , وكما عرفت من خبر الكشي والغيبة وبعثته (علیه السلام) ثوبا لكفنه , وصلة العسكري له ))(3) معتبرا ان الذي اعطاه الكفن هو الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) , لكنه عقب على ذلك بالقول : خبر الكشي المتقدم نص على

ص: 39


1- الصدوق / كمال الدين وتمام النعمة , ص454.
2- رجال الكشي , ج1 ص557.
3- التستري , محمد تقي , قاموس الرجال , 393.

وكالته عنه (علیه السلام)وان له اختصاصا بتلك الجهة المقدسة , فصح ماحكاه ربيع الشيعه لابن طاووس انه من وكلاء القائم , ولكن لم يرد عن الشيخ الطوسي ذلك . وكان وكيلا للعسكري (علیه السلام) كما هو ظاهر تعبير الخلاصة))(1).

ب- رواية انه عاش بعد وفاة ابي محمد الحسن ))(2).

ج – خروج التوقيع بتوثيقه من الامام المهدي (علیه السلام) بقوله : ((احمد بن اسحق الاشعري وابراهيم بن محمد الهمذاني واحمد بمن الحمزة اليسع ثقات ))(3).

د- كما خرج توثيقه الامام الحجة (علیه السلام) في رواية تقول ((روى الكشي عن محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن عيسى عن ابي محمد الرازي , قال :- كنت انا واحمد بن ابي عبد الله البرقي بالعسكر - يعني سامراء , فورد علينا رسول من الرجال - يعني المهدي (علیه السلام) – فقال لنا : الغائب العليل ثقه - يعني ايوب بن نوح , وابراهيم بن محمد الهمذاني واحمد بن اسحق ثقات جميعاً :(4)

ولما كانت الروايات متواترة بصدور التوقيعات عن الامام المهدي (علیه السلام) في اكثر من مرة بتوثيقه وعدّه ضمن مجموعة من الوكلاء فينبغي ان يكون موجودا في غيبة الامام الصغرى , وان الذي ارسل اليه الامام العسكري (علیه السلام) يخبره بولادة ولده القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) واطلاعه عليه عند زيارته له في سامراء لا يبعد ان يكون قد عاش سنتين او ثلاث بعدها , وقد يكون الذي اعطاه الكفن هو الامام الحجة نفسه اذا اعرضنا عن الرواية التي رواها الشيخ الصدوق من انه توفي بعد زيارته الامام الحسن العسكري (علیه السلام) بأيام .

منزلته وعلو مكانته

ص: 40


1- ن . م . ص392.
2- الطوسي , الغيبة , ص282.
3- رجال العلامة الحلي , ص7 , الغيبة :الطوسي :ص280.
4- رجال العلامة الحلي , ص7.

وردت عن علو منزلته وجلالة قدره روايات كثيرة في كتب الرجال والحديث وكان الشيخ احمد بن اسحق قد روى عن الائمة المعصومين (عليهم السلام ) : الجواد والهادي والعسكري , اخذت على انها من المسلمات لأنه ثقة , كما وثقة اهل البيت (علیهم السلام) الذين عاصروهم , ويكفينا دليلا على علو هذه المنزلة عندهم انه قد بشره الامام العسكري (علیه السلام) بولادة ولده المهدي (علیه السلام) اذ ارسل اليه توقيعا بالخط الذي ترد فيه التوقيعات يقول فيه (( ولد لنا مولد فليكن عندك مشورا , وعن جميع الناس مكتوما , فانا لم تظهر عليه الاقرب لقرابته والموالي لولايته , احببنا اعلامك ليسرك الله به مثل ما سرنا به والسلام ))(1).

هذه الرسالة تظهر لنا حرص الامام العسكري (علیه السلام) على اخباره كونه من خواص شيعته وموضع ثقته , وقد اخبره كي يسره بهذا الحدث العظيم .

كما ان الامام الحسن (علیه السلام) رغم تكتمه الشديد على ولده القائم وخوفه عليه من السلطات الظالمة فقد كان يريد لخواص شيعته ومواليه من يعلم فيهم التكتم الشديد ان يطلعوا فيروا بأعينهم ولده القائم لتزداد ثقتهم وتطمئن به نفوسهم , واحمد بن اسحق ممن اراهم الامام العسكري ولده القائم , قال الاشعري : دخلت على ابي محمد الحسن بن علي وجرى معه حديث طويل ...

الى ان قال :قلت يابن رسول الله فمن الامام والخليفة من بعدك ؟ فنهض مسرعا ودخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من ابناء الثلاث سنين فقال (( يا أحمد بن اسحق لولا كرامتك على الله عز وجل , وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا)) , وعندما سأله احمد بن اسحق عن طول غيبة الامام , قال له : يا أحمد , هذا امر الله , وسر من سر الله , وغيب من غيب الله , فخذ ما أتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا في عليين ))(2).

فأية منزلة هذه التي يشير اليها الامام العسكري (علیه السلام): بأنه لولا كرامته على الله عز وجل وعلى حججه ؟ وما هذا الاختصاص برؤية الامام القائم(علیه السلام) ؟.

وكان قد ورد سؤال الى الامام المهدي (علیه السلام) عن الوكيل الذي يؤتمن للمراجعة ؟

ص: 41


1- الصدوق / كمال الدين وتمام النعمة , ص398.
2- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي ص139 نقلا عن كمال الدين وتمام النعمة .

قال الشيخ في الغيبة : عن محمد بن يعقوب , عن بعض اصحابنا , عن عبد الله بن جعفر الحميري , قال : اخبرني ابو علي احمد بن اسحق انه سال الحسن العسكري (علیه السلام) قائلا : من اعمل ؟ وعمن اخذ ؟ وقول من اقبل ؟ فقال : العمري ثقتي ))(1) ,فلولا احتياطه الشديد بالامور الشرعية والعقائدية وتحرجه عن اخذ الاحكام من غير مصادرها الأصلية ومتابعته لأصحاب الائمة (علیهم السلام) لما سال الامام عن ذلك لأنه يريد ان يتبين الحق فيتبعه .

اما الادلة على منزلته الرفيعه عند ابي محمد الحسن (علیه السلام) فهي كثيرة , ولا اول على ذلك من رعايته له عند عزمه على الحج كما في الرواية التالية : ((روى الكشي عن محمد بن علي بن القاسم القمي , قال : حدثني احمد بن الحسين القمي , قال : كتب محمد بن احمد بن الصلت القمي الى الدار - يعني مقر الامام العسكري - كتابا ذكر فيه قصة احمد بن اسحق القمي وصحبته وانه يريد الحج واحتاج الى الف دينار , فان رأى سيدي ان يأمر بإقراضه اياه ويسترجع منه البلد والا انصرفنا , فوقع (علیه السلام): هي له منا صلة , واذا رجع فله عندنا سواها , وكان احمد لضعفه لا يطمع نفسه في ان يبلغ الكوفة ))(2) .

وقد علق الكشي على هذه الرواية قائلا : وفي هذه الرواية من الدلالة على مقامه مالا يخفى , والمراد بالموقع هو الامام الحسن العسكري (علیه السلام) بدلالة القرائن الاخرى ))(3).

ولا ادل على خدمته للدين وتفانيه من اجل مذهب اهل البيت مما يروى عن تحمله الصعاب ومشاق السفر من مدينة قم المقدسة الى مقر الامام الهادي والعسكري (علیه السلام) في سامراء مع وعورة المسالك وطول المسافة وخطورة الطريق , وحمله الاموال والرسائل من شيعة اهل البيت ونقل الاجوبة اليهم , ((فعن سعد بن عبد الله القمي قال : فوردنا سّر من راى وانتهينا منها الى باب سيدنا (علیه السلام) - العسكري (علیه السلام) - فأستاذنا فخرج الاذن لنا بالدخول عليه , وكان على عاتق احمد بن اسحق جراب قد غطاه بكساء طبري فيه ستون ومئة صرة من الدنانير والدراهم على كل صرة منها ختم صاحبها ))(4)

ص: 42


1- الطوسي / الغيبة .ص162 .
2- التستري . قاموس الرجال , ج2 ص294.
3- الكشي , رجال الكشي , 557.
4- البحراني , تبصرة الولي ,ص97 نقلا عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق .

وفي رسالة الامام المهدي (علیه السلام) الى القاسم بن العلاء - وهو احد وكلائه - لا يقبل الامام دون ان يخبر وكليه وثقته الاسحاقي بتكفيره احد المدعين للوكالة حيث يقول (علیه السلام) واعلم الاسحاقي - وهو احمد بن اسحق - سلمه الله واهل بيته بما اعلمناك عن هذا الفاجر ))(1).

وهو اضافة الى ذلك مؤلف كبير (( له كتاب علل الصلاة , وكتاب : مسائل الرجال لابي الحسن الثالث (علیه السلام) , وهو كتاب كبير ))(2) . فقد جمع فيهما ماسمعه ومارواه عن الائمة المعصومين (عليهم السلام ) الذين عاصرهم وروى عنهم .

وفي رواية تفيدنا ان بيته طالما كان محل اجتماع علماء الشيعة وفقهائها , ((عن محمد بن يعقوب , عن بعض اصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت انا والشيخ ابو عمرو - اي عثمان بن سعيد - عند احمد بن اسحق بن سعد الاشعري ))(3).

وثاقته :

كان احمد بن اسحق القمي ثقة (4) , عند أئمة اهل البيت (عليهم السلام) الذين عاصرهم , وعلى هذا وثقه الرجاليون واهل الحديث , واعتبرت الروايات المسندة اليه او التي وقع في الطريق اسنادها صحيحة للثقة الكبيرة براويها , وهنا نذكر عن الائمة (علیهم السلام) ورجال الحديث مايلي :

1-وثقه الامام المهدي (علیه السلام) , كما ورد في الرواية التي نقلها جل علماء الرجال والتي صدرت عن الامام بتوثيق احمد بن اسحق الاشعري , وابراهيم بن محمد الهمداني واحمد بن حمزة بن اليسع , والتي وردت في سياق البحث .

ص: 43


1- الصدر /السيد محمد / الغيبة الصغرى ,ص501 .
2- آل عصفور , محسن , ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة , ص384 , ط1 , 1412ﻫ .
3- الطوسي / الغيبة , ص162 .
4- ثقة: في اللغة بمعنى الاعتماد , ذكر ذلك صاحب سماء المقال ج2 ص190 , وهي من الفاظ التعديل والتوثيق , وفي فوائد الوصية ص18 قال : الرواية المتعارفة المسلمة , انه اذا قال عدل امامي (فلان ثقة) فالرجاليون يحكمون بمجرد هذا القول يكون الراوي عدلا اماميا.

2-وثقه الشيخ الطوسي في الفهرست رقم (41) وقال انه رجل كبير القدر من خواص ابي محمد الحسن (علیه السلام) , وانه رأى صاحب الزمان , وعّده من رجاله ووثقه ))(1).

3-وثقه الشيخ الصدوق بقوله : وممن وقف على معجزاته من الوكلاء.... ومن اهل قم : احمد بن اسحق , واعتبره وكيلا للناحية المقدسية ))(2).

4-وثقه العلامة الحلي في رجاله وقال (( احمد بن اسحق بن عبدالله بن سعد الاشعري ثقة ))(3).

5-قال التستري (( احمد بن اسحق بن سعد الاشعري , قمي ثقة , وقال : يكفي هذا جلالا توثيق الحجة (علیه السلام) له كما عرفت من خبر الكشي والغيبة , وبعثه ثوبا لكفنه , وصلة العسكري (علیه السلام) له مصرف حجه ))(4).

6-علق الكشي في كتابه المعروف (رجال الكشي ) عند ايراده قصة اعطاء الامام (علیه السلام) له الف دينار قائلا : وهذه الرواية من الدلالة على مقامه مالا يخفي ))(5) .

الخلاصة

هكذا عرفنا الشيخ الجليل احمد بن اسحق بن سعد بن عبد الله بن الاحوص الاشعري شيخ القميين ووافدهم , يكنى ابا علي القمي , عاصر الائمة المعصومين الجواد والهادي (عليهما السلام ) وكان من خواص ابي محمد الحسن العسكري (علیه السلام) , وعاش فترة بعد وفاة العسكري وكيلا للناحية المقدسية , وقد ذكره السيد ابن طاووس والكشي والنجاشي والعلامة والحلي وعدوه من الوكلاء الناحية المقدسة , ووثقه جل رجال الحديث وعلماء الرجال , وله قصص مع ائمة اهل البيت تثبت علو منزلته وجلالة قدره , وما حديث الصلة بالف دينار لاداء الحج واعطائه الكفن ومكاتبة الامام العسكري (علیه السلام) له عند ولادة الامام المهدي (علیه السلام) وعرضه عليه اثناء زيارته للأمام في سامراء الا ادلة على ذلك .

بقي ان نذكر انه لم يعرف تاريخ ولادته ولم يضبط تاريخ وفاته

2- ابراهيم بن محمد الهمذاني

اشارة

ص: 44


1- البحراني , تبصرة الولي , ص25 .
2- كمال الدين وتمام النعمة , ص440 .
3- رجال العلامة الحلي / ص15 .
4- التستري , قاموس الرجال , ص293 .
5- الكشي , رجال الكشي , ج1 , رقم 1015 , ج1 ص556.

ابراهيم بن محمد الهمذاني من وكلاء الامام المهدي (علیه السلام) في زمن الغيبة الصغرى التي امتدت من 260ﻫ لغاية 329ﻫ , وقد اتفقت المصادر الرجالية والتاريخية على انه رجل ورع فاضل , واكبر دليل على ذلك هو انه حج اربعين حجة , وقد جمعت عنه المعلومات من مصادر متعددة لكنها لم تف بالغرض الكافي عن حياته , وقد بوبتها حسب العناوين التالية :

اسمه ونسبه

هو ابراهيم بن محمد الهمذاني ((وقد لقب بالهمذاني - بالذال المعجمة - نسبة الى بلدة المعهودة في بلاد العجم ))(1).

وقال السيد محسن الامين (( نسبة الى همذان المدينة المشهور لا الى همدان القبيلة , ولما يأتي من التوقيع قوله (علیه السلام) - يعني الحجة - : (وكتبت الى موالي بهمذان ) فدل على انه من اهالي همذان ))(2).

وقد عرف بانه ((من القوام الثقات الذين كانوا في زمن السفراء المحمودين والذين كانت ترد عليهم التوقيعات من المندوبين للسفارة من الاصل ))(3).

ذريته

توكد الروايات ان عائلة الشيخ ابراهيم بن محمد الهمذاني وذريته كانوا رجالا صالحين , وكان منهم جماعة وكلوا للأمام الحجة (علیه السلام) :

قال الكشي : ان هذا واولاده كانوا وكلاء الناحية ))(4)

وقال النجاشي : عن ابن نوح عن ابن محمد قال : القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الذي تقدم ذكره وكيل الناحية , وابوه وكيل الناحية وجده وكيل الناحية , وجد ابيه ابراهيم بن محمد وكيل الناحية ))(5).

ويبدو من سياق كلامه انه من وكلاء الناحية المقدسة لتعداده وكلاء الناحية الذين من ذريته الى ان وصل الحديث اليه .

ص: 45


1- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي , ص51 و دار المعارف الاسلامية .
2- الامين , السيد محسن , اعيان الشيعة , ج5 ص464 , مطبعة الترقي , دمشق .
3- الطوسي / محمد بن الحسن , الغيبة وص282 .
4- التستري , محمد تقي , قاموس الرجالل , ج1 ص291.
5- ن . م . ج1ص293.

وقال الشيخ الطبرسي ((حدثني القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد . وكيل الناحية , وابوه وكيل الناحية , وجده علي وكيل الناحية , وجد ابيه وكيل ))(1).

فهؤلاء وكلاء الامام الحجة (علیه السلام)كل من ابراهيم بن محمد , وابنه علي , وابنه محمد بن علي , وابنه القاسم بن محمد , وهي منزلة لم تتوفر لعائلة قط .

وعن ترجمة حياة حفيده محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد يقال : كان هو وابنه القاسم وابوه علي وجده ابراهيم وكلاء الناحية ))(2).

وقد فصل ذلك بشكل واضح العلامة الحلي في رجاله فقال )) : كان محمد وكيل الناحية وابوه علي وكيل الناحية , وجده ابراهيم بن محمد وكيل الناحية , وكان لمحمد بن علي ولد يسمى القاسم كان وكيل الناحية ايضا ))(3).

حياته

لم تذكر المصادر التي بين ايدينا سنة ولادته او تاريخ وفاته , كما لم يذكر حوادث وتواريخ عن حياته , الا اننا نستطيع ان نحدد من خلال الروايات التي وردت في كتب الرجال والحديث انه عاصر الامام الرضا (علیه السلام) وروى عنه , وروى عن الامام ابي جعفر الثاني (علیه السلام) , وروى ايضا عن الامام الهادي (علیه السلام)وابنه العسكري (علیه السلام) وكان وكيلا للأمام الحجة (علیه السلام) كما سنفصل ذلك في الروايات التي سترد في سياق البحث :

نحن نعلم ان الامام الرضا (علیه السلام) تسلم مقاليد الامامة عند وفاة ابيه الكاظم (علیه السلام) سنة 183ﻫ وتوفي سنة 203ﻫ , واستلم الامام الجواد (علیه السلام) الامامة في نفس العام , وان ابراهيم بن محمد الهمذاني عاش حتى بداية الامام الحجة (علیه السلام) عام 260ﻫ , فتكون حياته خلال هذه الفترة 77عاما , وقد تاكد لنا انه حج اربعين حجة , وعمر طويلا , نكون قد حددنا حياته خلال هذه الفترة التي عايش فيها خمسة ائمة معصومين من أئمة اهل البيت (علیهم السلام).

ففي بداية حياته ذكرت رواية انه عاش في زمن الامام الرضا (علیه السلام)حيث ((ورد عن محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الهمذاني عن ابيه عن جده عن الرضا (علیه السلام) ))(4) .

ص: 46


1- الطبرسي , اعلام الورى , ص453.
2- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي , ص51.
3- الحلي , العلامة , الحسن بن يوسف , رجال العلامة الحلي ص156 ط2 , 1381ﻫ المطبعة الحيدرية , النجف الاشرف.
4- الحلي , الحسن بن يوسف ,رجال العلامة الحلي ,ص156.

وقال التستري: نقل عن الشيخ - اي الطوسي - في رجاله : في اصحاب الرضا والجواد والهادي , وقال :صرح الكشي ان ابراهيم هذا كان وكيل الناحية ))(1).

ويدل على انه عاش في زمن الامام الرضا (علیه السلام)ايضا: انه روى عن الامام الرضا (علیه السلام) وخرج اليه التوقيع عن الرضا : الى ابراهيم بن محمد الهمذاني ان الخمس بعد المؤنة ))(2).

منزلته وجلالة قدره :

كان ابراهيم بن محمد الهمذاني وكيلا للأمام المهدي (علیه السلام)وفي هذا من المنزلة الرفيعة التي طالما كان يطمح اليها غيره من خواص الشيعة وعلمائهم , وهو من بين الوكلاء الذين صدر الامر منه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بتوكيلهم ((فقد روي عن ابراهيم بن محمد الهمذاني قال : وكتب الي - يعني الحجة - قد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم , وجعلنا معهم في الدنيا والاخرة , وقد بعث اليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة بكذا , فبارك الله لك فيه وفي الجميع , انعم الله عليك , وقد كتبت ابى النضر امرته ان ينتهي عنك وعن التعرض لك ولخلافك واعلمته موضعك عندي , وكتبت الى ايوب وامرته بذلك ايضا , وكتبت الى موالي بهمذان كتابا امرتهم بطاعتك والمصير الى امرك وان لا وكيل سواك ))(3).

فهذه الكتب التي ارسلها الامام (علیه السلام) الى مواليه يعلمهم فيها بمنزلة ابراهيم بن محمد ويأمرهم بطاعته , ويدلهم على انه الوكيل عنه لي دليل واضح على سمو قدره وعلو منزلته عنده , ويشير الى هذه المنزلة العلامة التستري بقوله (( تأتي في محمد بن ابراهيم روايات عن الكشي تدل على جلال قدر ابراهيم هذا))(4).

ص: 47


1- التستري , قاموس الرجال : ج1 ص291.
2- ن . م ج1 ص292.
3- الكشي , رجال الكشي , ص611 , التستري , قاموس الرجال ج 1 ص292.
4- الامين , محسن , اعيان الشيعة , ج5 ص465.

ومن الادلة الساطعة على منزلته السامية عند الائمة (عليهم السلام ) الكتاب الذي ارسله الامام الجواد (علیه السلام) بخطه بعد ان وصف له صنع السميع به ونصه : ((عن علي بن محمد , حدثني احمد بن محمد , عن ابراهيم بن محمد الهمذاني قال : كتبت الى ابي جعفر (علیه السلام) - يعني الجواد - اصف له صنع السميع بي , فكتب بخطه :عجل الله نصرتك ممن ظلمك , وكفاك مؤنته , وابشر بنصر الله عاجلا انشاء الله , وبالأجر آجل , واكثر من حمد الله ))(1).

فهذا دعاء من الامام الجواد (علیه السلام) ما هو الا دليل على اعلاء قدر ابراهيم ورفع منزلته وبيان رضاه عنه وذم من ظلمه .

ونورد هنا كلمة للسيد البحراني بحقه يقول (( وكالة الناحية اعظم من توثيق بمراتب , فان محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الهمذاني كان هو وابنه القاسم وابوه وجده إبراهيم وكلاء الناحية ))(2).

وكالته والاختلاف فيها :

يقول الشيخ التستري : (( نستنتج من هذا انه - اي ابراهيم بن محمد الهمذاني - كان وكيلا للهادي (علیه السلام) وليس للحجة (علیه السلام) )) (3).

ونحن هنا نتابع مراحل حياته ومعاصرته لأهل البيت (علیهم السلام):

تدل الروايات على انه عاش شطرا من حياته اثناء امامة الرضا (علیه السلام) وروى عنه , بل عده البعض وكيلا له , قال التستري : ويدل على ان ابراهيم بن محمد وكيلا للرضا انه روى عن الرضا وقد خرج اليه توقيع الرضا (علیه السلام): الى ابراهيم بن محمد الهمذاني : ان الخمس بعد المؤنه )) , علما ان الامام الرضا (علیه السلام) تسلم الامامة عام 183ﻫ واستشهد عام 203ﻫ على يد المأمون العباسي . كما ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الرجال (( في اصحاب الرضا والجواد والهادي )) ولم يذكره من جملة وكلاء الامام المهدي (علیه السلام)

لكننا حين نبحث جوانب حياته الاخرى نجد الروايات تؤكد توثيق الامام المهدي (علیه السلام) له والنص عليه , والروايات صحيحة السند نختار منها :

1-روى الطبرسي في اعلام الورى : (( من الوكلاء بهمذان محمد بن علي بن محمد بن ابراهيم وكلهم وكلاء , والقاسم بن محمد وكيل , روى ابو العباس احمد بن نوح

ص: 48


1- الامين , السيد محسن , اعيان الشيعة , ج5 , ص465 .
2- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي ,ص51.
3- التستري / محمد تقي , قاموس الرجال , ج1ص292 .

عن ابي القاسم جعفر بن محمد قال : حدثني القاسم بن علي بن محمد - وكيل الناحية - وابوه وكيل الناحية وجده علي وكيل الناحية , وجد ابيه محمد بن ابراهيم وكيل )) .

كل هذا التعداد والتوضيح , والتأكيد على الكلمة (( وكيل الناحية يكفي للدلالة على حياته في فترة الغيبة الصغرى للأمام المهدي (علیه السلام) ووكالته عنه .

2-لا تعارض بين وكالته للأمام الرضا (علیه السلام) ووكالته للأمام المهدي(علیه السلام) حيث عاش في زمن الامام الرضا وبقي حتى تولى الامام المهدي مقاليد الامامة سنة 260 ﻫ - كما مر في البحث - وهي فترة (من 183 - 260) والبالغة 77عاما , مع علمنا بانه عمرّ طويلا , فيمكن ان يكون وكيلا لكل من هؤلاء المعصومين (علیه السلام) وقد روى عنهم جميعا .

ولهذا اكون قد القيت ضوء على حياة هذا الرجل الورع والثقة ووكالته للأمام المهدي (علیه السلام) ووثاقته وعظيم منزلته وذريته الصالحه

ص: 49

3-ابراهيم بن مهزيار الاهوازي وابنه محمد

ومن وكلاء الامام المهدي (علیه السلام)في زمن الغيبة الصغرى من غير السفراء ابراهيم بن مهزيار الاهوازي ويكنى ابا اسحق وابنه محمد بن ابراهيم .

وقد اغفلت المصادر الرجالية والتاريخية ذكر تاريخي ولادتهما ووفياتهما الا انهما عاشا في اثناء حياة الامام الثامن علي بن موسى الرضا (علیه السلام) حتى منتصف الغيبة الصغرى للأمام المهدي(علیه السلام) اي من سنة (200- 300)ﻫ تقريبا .

وقد اختلف علماؤنا في وكالتهما للأمام المهدي(علیه السلام) لذا فنحن نعرض ثلاث اراء نتحدث عنهما لعلنا نصل الى الحكم على وكالتهم للأمام (علیه السلام):

الراي الاول : وهو الذي يرى وثاقتهم ويؤكد وكالتهم الامام المهدي (علیه السلام), وممن ذهب الى هذا الراي كل من :

1-النجاشي في رجاله , قال : ابراهيم بن مهزيار - ابو اسحق الاهوازي - والد محمد بن ابراهيم بن مهزيار , وقد سمعنا قول المهدي(علیه السلام)في توقيعه لمحمد بن ابراهيم : قد اقمناك مقام ابيك فاحمد الله )) وهو دال على ان اباه كان وكيلا لناحية المقدسة ))(1) , وكان النجاشي قد روى عن محمد بن ابراهيم قوله : ((ان ابي لما حضرته الوفاة دفع الى مالا واعطاني علامة , ولم يعلم بتلك العلامة الا الله عز وجل , وقال : من اتاك بهذه العلامة فادفع اليه المال , قال : فخرجت الى بغداد ونزلت في خان , فلما كان في اليوم الثاني اذ جاء شيخ ودق الباب , فقلت للغلام : انظر من هذا ؟ فقال : شيخ بالباب , فقلت ادخل , فدخل وجلس ,فقال : انا العمري , هات المال الذي عنك وهو كذا وكذا ومعه العلامة ، قال : فدفعت اليه المال (2).

والى هذه الرواية اشار السيد محمد الصدر بعد ايرادها بقوله : فوجود اموال الامام (علیه السلام) عند ابراهيم بن مهزيار ومعرفته بالعلامة السرية التي لايعلمها بها الشيخ العمري السفير عن المهدي (علیه السلام) بتعليم منه (علیه السلام) .

يدل على ان ابراهيم هذا كان وكيلا عن الناحية المقدسة .))(3).

ص: 50


1- النجاشي , ابو العباس احمد بن علي , رجال النجاشي ,13 مط المصطفوي , ايران .
2- الكشي ,ابو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز , رجال الكشي ص447 مطبعة الادب , النجف الاشرف.
3- الصدر , السيد محمد محمد صادق , تاريخ الغيبة الصغرى ,ص624.

2-روى الشيخ الطوسي عدة روايات تدل على وثاقته وجلالة قدر ال مهزيار فقال ((عن محمد بن همام , قال : حدثني محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي , في سنة ثمانين ومئتين , قال : حدثنا محمد بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي , انه خرج اليه بعد وفاة ابي عمرو((والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الاب - رضي الله عنه وارضاه ونضر وجهه - يجري عندنا مجراه ويسدّ مسدّه , وعن امرنا يأمر الابن وبه يعمل , تولاه الله , فانته الى قوله , وعرف معاملتنا ذلك ))(1) , ففي هذه الرواية دليل على الوكالة وتلقيه رسائل من الامام واوامر يطلب فيها تبليغها منه .

3-ذكر الشيخ الصدوق ان محمد بن ابراهيم بن مهزيار الاهواز كان من الوكلاء .

فقال : ((حدثنا ابو علي الاسدي عن ابيه عن محمد بن عبد الله الكوفي , انه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان وراه من الوكلاء ... ومن اهل الاهواز محمد بن ابراهيم بن مهزيار ))(2).

4-لخص السيد هاشم البحراني اراء العلماء المتقدمين في ابراهيم بن مهزيار فقال : ((قال النجاشي : ابراهيم بن مهزيار له كتاب البشارات , ووثقه المجلس في الوجيزة , وعده العلامة الحلي من المعتمدين وقال : وهو ثقة , وقال الميرزا في المنهج والوسيط انه من سفراء الصاحب والابواب المعروفين كما قال ابن طاووس في ربيع الشهادة))(3).

5-اما من وثقه وعده من الوكلاء من المتأخرين فهم :

أ-قال السيد محسن الامين , وهو ينقل عن مصادر كتب الرجال عن الشيخ الاهوازي : ((قال الشيخ الطوسي في الرجال الامام الجواد : ابراهيم بن مهزيار , اهوازي , وقال النجاشي : ابراهيم بن مهزيار - ابو اسحق الاهوازي - له كتاب البشارات , وقال اكشي : كان من الفقهاء , وكان مأمونا على الحديث , واستند في وثاقته على امور : اولا: قول السيد ابن طاووس فيه , الثاني : في رجال الكشي , الثالث : رواية الاجلاء عنه الكثير .(4).

ب-قال التستري بعد ايراده رواية ((ان ابي لما حضرته الوفاة ....الخ قال : الخبر دال على جلاله , وهو كاف في مدحه ولا يحتاج معه الى ما نقله عنه الحاوي,

ص: 51


1- الطوسي / الشيخ محمد بن الحسن , الغيبة ,ص220.
2- الصدوق , الشيخ علي بن الحسين , كمال الدين وتمام النعمة ,ص406.
3- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي ,ص80.
4- الامين , السيد محسن , اعيان الشيعة , ج6 ص487.

وان كمال الدين روى عنه حديثا طويلا يتضمن ثناء عظيما عليه من القائم ))(1).

ج- قال الشيخ عباس القمي ((ابراهيم بن مهزيار هذا من سفراء الامام المهدي (علیه السلام) ذكره ابن طاووس في ربيع الشيعة , ومدحه مدحا جليلا يزيد على التوثيق , وابنه محمد ابن مهزيار الذي عده ابن طاووس من الوكلاء والابواب المعروفين للناحية المقدسة))(2).

د- ذكره السيد الخوئي (ره) في رجاله فقال ((هذا وقد وقع ابراهيم بن مهزيار في طريق جعفر بن محمد بن تولويه في كامل الزيارات , وقد ذكر في كتابه انه لم يذكر فيه الا ما وقع من طريق الثقات , وعليه فالرجل يكون من الثقات وطريق الصدوق اليه ابوه (رضي الله عنه ) عن الحميري عن ابراهيم ابن مهزيار والطريق صحيح ))(3).

الراي الثاني :

وهو راي من ذكرهما دون ذم او اطراء , وعليه مجموعة من العلماء ورجال الحديث والرجاليين الذين اوردوا الرواية الانفة الذكر : ((ان ابي لما حضرته الوفاة ....الخ))

وانهم استندوا الى قول السيد ابن طاووس في كتابه ربيع الشيعة , باعتبارهما - اي محمد وابيه ابراهيم بن مهزيار - من وكلاء الامام الحجة (علیه السلام) دون تعليق على دلالة الخبر على الوكالة , وايراد هذه الرواية عنهما دليل على وثاقتهما وعلو منزلتهما , ومنهم على سبيل المثال :

أ-الشيخ المفيد / الارشاد /ص255

ب-الشيخ الطبرسي /اعلام الورى /ص453

ج-العلامة المجلسي / بحار الانوار /ج51 ص362

د- المازندراني , منهى المقال ,ص 21

ﻫ-كما ذكره من المتأخرين المعاصرين الحاج حسين الشاكري في المهدي المنتظر ص465 والسيد نذير الحسيني في تاريخ المصلح العالمي ص86 , والمسير محسن آل عصفور في كتاب ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة , ص181.

الراي الثالث :

وهو ماذهب اليه السيد ابو القاسم الخوئي في رجاله ج1 ص303 حيث

ص: 52


1- التستري : قاموس الرجال / ج1 ص315
2- القمي , الشيخ عباس , الكنى والالقاب ,ص425
3- الخوئي / السيد ابو القاسم الموسوي/ رجال السيد الخوئي/ ج1ص307.

يقول (( وقد اختلف في الرجل - اي ابراهيم بن همزيار- فقيل انه من الثقات او الحسان واستدل على ذلك بوجوه كلها ضعيفة ))

ثم مضى السيد الخوئي يفند كل الآراء التي ذهبت الى ان ابراهيم بن مهزيار وابنه محمد هم وكلاء الناحية المقدسة ويرد على العلامة الحلي في رجاله , والميرزا في المنهج والوسيط , والكشي والصدوق , ويضعف بعض رواة هذه الروايات وهي مذكورة في كتابه المشار اليه اعلاه.

الخلاصة :

نخلص الى القول : ان محمد بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي واباه - ابا اسحق - كانوا من وكلاء الناحية المقدسة في عصر الغيبة الصغرى لكثرة من روى توثيقهما ورأى وكالتهما من علماء الرجال المتقدمين والمتأخرين , معتمدين على الرواية التي تفند بصدور التوقيع من الامام المهدي (علیه السلام)(( قد اقمناك مقما ابيك)) , بقي ان نعلم ان كل آل مهزيار اناس ثقات جليلو القدر وردت الروايات بالثناء عليهم من قبل علماء الرجال والحديث.

ص: 53

4-ابو الحسين محمد بن جعفر الاسدي

اشارة

من وكلاء الناحية المقدسة في زمن الغيبة الصغرى محمد بن جعفر بن عون الاسدي المكنى : ابا الحسين الكوفي, ساكن الري .(1).

قال العلامة الحلي : (( هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي (ابو الحسين) الكوفي ساكن الري يقال له محمد بن ابي عبد الله ))(2)

وقال الاردبيلي : ((محمد بن ابي عبد الله الكوفي , الذي هو محمد بن جعفر الاسدي , الذي هو محمد بن جعفر ابو العباس الكوفي الرازي , على ما اشرنا الى اتحاد الكل ))(3).

وقد لقبه الامام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالعربي , كما في رواية الشيخ الطوسي , قال ((اخبرنا ابو الحسين بن ابي جنيد القمي , عن محمد بن الحسن بن الوليد , عن محمد بن يحيى العطار , عن محمد بن احمد بن يحيى , عن صالح بن ابي صالح قال : سألني بعض الناس في سنة تسعين ومئتين قبض شيء فامتنعت من ذلك , وكتبت - يعني الامام المهدي(علیه السلام) - استطلع الراي , فاتاني الجواب: بالراي محمد بن جعفر العربي ))(4).

مما مر نعرف ان الاسدي : هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي الرازي , ساكن الري , يكنى ابا الحسين وابا العباس , ويسمى محمد بن ابي عبدالله الكوفي , وقد لقبه الامام الحجة (علیه السلام) بالعربي .

حياته

لم يعرف تاريخ ولادته , ولكنه عاش حياته اثناء فترة الغيبة الصغرى للأمام المهدي (علیه السلام) او ما قابلها بقليل من خلال ما روى عنه تاريخ وفاته , قال الحبشي في رجاله : مات ليلة الخميس 1/جمادي الاخرة /سنة 312ﻫ . ))(5) .

ونقل الشيخ الطوسي تاريخ الوفاة بنفس السنة مع اختلاف بسيط فقال : (( ومات الاسدي على ظاهر العدالة , لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر

ص: 54


1- النجاشي , ابو عمرو محمد بن عمر , رجال النجاشي , ص912 .
2- الحلي , العلامة , رجال العلامة , ص161 ط2 , 1381 ﻫ المطبعة الحيدرية - النجف .
3- الاردبيلي , جامع الرواة , 438.
4- الطوسي , الغيبة , ص281.
5- رجال الحبشي , ص289.

ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ))(1).

اي انه توفي في اثناء سفارة الشيخ الحسين بن روح النوبختي التي امتدت من 305- 326ﻫ .

وثاقته

تدل الروايات التي سيرد ذكرها على وثاقته وعدالته , فقد وثقه الامام المهدي (علیه السلام) فقال في ذيل رسالته التي ذكرناها والتي لقبه فيها بالعربي:

((فليدفع اليه فانه من ثقاتنا ))(2) .

كما ورد توثيق الامام الحجة (علیه السلام) له في رواية نقلها الشيخ الطوسي ايضا حيث قال : ولهذا الاسناد عن ابي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال : عزمت على الحج وتأهبت , فورد علي : نحن كذلك كارهون , فضاق صدري واغتممت , وكتبت : انا مقيم بالسمع والطاعة غير اني مغتم بتخلفي عن الحج , فوقع : لا يضيقن صدرك فانك تحج من مقابل , فلما كان من قابل استأذنت , فكتبت : اني عادلت محمد بن العباس وانا واثق بدياتنه وصيانته , فورد الجواب : الاسدي نعم العديل , فان قدم فلا تخستر عليه , قال : فقدم الاسدي فعادلته ))(3).

وسمعنا من الشيخ الطوسي وهو يؤرخ لسنة وفاته ويقول : ومات الاسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه))(4).

كما عده الشيخ الطوسي من الاقوام الثقات التي كانت ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل فقال : ومنهم ابو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله ))(5).

ومدحه العلامة الحلي بانه وجه (6) , وان والده وكيل فقال : جعفر بن محمد بن عون الاسدي وجه , روى عنه احمد بن محمد بن عيسى والده محمد وكيل ))(7).

ص: 55


1- الطوسي , الغيبة , ص282.
2- ن . م . ص283.
3- الشيخ الطوسي , الغيبة ص283.
4- ن . م . ص282.
5- ن . م . ص281.
6- وجه : بمعنى القدر والمنزلة , ووجوه القوم ساداتهم , وهو دلالة اللفظة على الوثاقة , وقيل : داخل في قسم الحسن , وقال البعض : يفيد مدحا معتدا به , وهو عند البعض كما في الرواشح السماوية ص60 من الفاظ التوثيق والمدح.
7- العلامة الحلي , رجال العلامة , ص33 .

وروى الكليني - الشيخ محمد بن يعقوب - رواية تدل على وثاقته فقال : عن علي بن محمد , عن محمد بن شاذان النيسابوري , قال : اجتمع عندي خمسمائة درهما تنقص عشرون درهما فلم احب ان ينقص هذا المقدار , فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها الى الاسدي ولم اكتب بخبر نقصها واني اتمتها من مالي , فورد الجواب : قد وصلت الخمسمائة التي كان لك فيها عشرون ))(1) .

واما ما ورد في كتاب رجال النجاشي من التوثيق والطعن فيمكن ان نوجهه بعد ايراده , قال النجاشي : كان ثقة صحيح الحديث , الا انه روى عن الضعفاء , وكان يقول بالجبر والتشبيه , فانا في حديثه من المتوقفين , وكان ابوه وجها , روى عنه احمد بن محمد بن عيسى ))(2).

وقد علق السيد محمد الصدر على هذا القول بعد ان اورد الروايات التي تدل على وثاقة الاسدي بقوله ((اقول : وهذا انسب بحاله مما نقلناه عن النجاشي من كونه كان يقول بالجبر والتشبيه ))(3). ثم ان توثيق الامام (علیه السلام) له والثناء على معادلته في الحج لا يمكن ان يكون لرجل يخرج عن راي اهل البيت عليهم السلام الى قول بالجبر والتشبيه .

وكالته

اعتمادا على الروايات والاقوال التي وردت في كتب الرجال فان الاسدي من وكلاء الامام المهدي (علیه السلام) , والروايات التي اعتمدناها هي ك

1-قال الشيخ الصدوق : ((عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي , انه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام)وراه من الوكلاء ..........ومن اهل الري البامي والاسدي يعني نفسه))(4).

2-قال الشيخ الطوسي ((الاسدي ..كان احد الابواب , ويكنى ابا الحسين , وله كتاب الرد على اهل الاستطاعة ))(5).

3-قال السيد ابن طاووس في ربيع الشيعة : وممن راه وخرج اليهم توقيع من الوكلاء .......ومن اهل الري الشامي وابو علي الاسدي ))(6)

ص: 56


1- الطوسي , الغيبة , ص281. بحار الانوار : ج51 ص363.
2- النجاشي : رجال النجاشي , ص289 .
3- الصدر , السيد محمد , تاريخ الغيبة الصغرى, ص627.
4- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة ,ص406.
5- الطوسي , الفهرست , ص179.
6- الاعرجي , السيد محسن , عدة رجال , ج1 ص75.

4-جاء في كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي عن الاسدي قوله (( وكان من الاقوام الثقات الذين كانت ترد عليهم التوقيعات من المنصوبين للسفارة .(1)

وفي هذه الروايات توكيد على انه من وكلاء الامام المهدي(علیه السلام) في زمن الغيبة الصغرى , حيث ان مفادها يشعر بوكالته للأمام وحسن سيرته ووثاقته وعدالته .

.

ص: 57


1- المجلسي , بحار الانوار , ج1 ص362 ط1 , 1415ﻫ .

5- أحمد بن حمزة بن اليسع

اسمه ونسبه

هو (( احمد بن حمزة بن اليسع بن عبد الله القمي ))(1)

وذكره الكشي في رجاله بهذا الاسم فقال :احمد بن اليسع عبد الله القمي ))(2).

وقال صاحب الوسائل ((الظاهر انه ابن حمزة بن اليسع ))(3).

وذكره العلامة في الخلاصة فقال ((ابو طاهر بن حمزه , بن اليسع الاشجري القمي))(4).

مما تقدم نقول ان الرجل هو : احمد بن حمزة بن اليسع بن عبد الله يكنى ابا طاهر , ويلقب بالاشجري والقمي:

حياته

ولد احمد بن اليسع في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري , وتوفي في منتصف القرن الثالث الهجري , عاصر المعصومين : الرضا - والجواد - الهادي - والعسكري - الحجة - عليهم السلام(5).

وثاقته

تؤكد كتب الرجال والحديث وثاقته , وصدور التوثيق عن الائمة عليهم السلام من اعظم التوثيقات . ونرى راي علماء الرجال فيه :

قال النجاشي : ثقة - ثقة : (6).

وقال الشيخ الطوسي : ثقة . (7).

وقال العلامة الحلي : ثقة , ثقة .(8). .

ص: 58


1- الحلي , رجال العلامة الحلي , ص14.
2- الكشي , رجال الكشي : ص467.
3- العاملي , الحر , وسائل الشيعة ج2 ص133.
4- الحلي , العلامة , ترتيب خلاصة المقال ,ص463 , ط1 , 1381,الاستانه , سط الرضويه.
5- المامقاني , تنقيح المقال , ج1 ص60 .
6- رجال النجاشي , ص90 , وثقة ثقة توكيد على وثاقته.
7- الطوسي , رجال الطوسي , 383.
8- الحلي , العلامة , رجال العلامة الحلي , ص14 .

واورد الكشي رواية توثيق الامام المهدي (علیه السلام) له فقال : عن العياشي , عن عبد الله بن محمد , عن محمد بن احمد , عن محمد بن عيسى , عن ابي محمد الدينوري قال : كنت انا واحمد بن عبد الله بالعسكر - اي سامراء - فورد علينا رسول من الرجل (علیه السلام): الغائب عليل ثقة , وايوب بن نوح , وابراهيم بن محمد الهمذاني , واحمد بن حمزه , واحمد بن اسحق ثقات جميعاً))(1).

كما اورد رواية توثيق الامام (علیه السلام) له الشيخ الطوسي في الغيبة فقال : ((روى احمد بن ادريس , عن احمد بن محمد بن عيسى , عن ابي محمد الرازي قال : كنت انا واحمد بن ابي عبد الله بالعسكر , فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال : احمد بن اسحق الاشعري , وابراهيم بن محمد الهمذاني , واحمد بن حمزة بن اليسع ثقات ))(2).

وقال التستري : احمد بن حمزة بن اليسع ,عده الشيخ في رجاله اصحاب الهادي قائلا : ثقة , وقال النجاشي : روى ابوه عن الرضا , ثقة ثقة , وعقب التستري بالقول :ويكفي في جلال هذا الرجل توثيق الحجة (علیه السلام) له , وقد وثقه النجاشي مرتين ))(3).

وكالته

عده الشيخ الطوسي من الاقوام الثقات الذين كانت ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل وقال : ومنهم احمد بن اسحق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم , وروى رواية احمد ابن ادريس الانفة الذكر وقوله (علیه السلام) .......واحمد بن حمزه بن اليسع ثقات (4)

ومصطلح الاقوام الثقات الذين كانت ترد عليهم التوقيعات من المنصوبين للسفارة من الاصل يعني الوكلاء الذين كانوا يتصلون بهؤلاء السفراء ويحملون التوقيعات من الامام الحجة (علیه السلام).

فالتوثيق الصادر من الامام (علیه السلام) والتوقيع الصادر بحقه يدل على وكالته .

وقال الحبشي ص467 : لقد ورد توثيقه عن الامام المهدي (علیه السلام).

ص: 59


1- رجال الكشي , 608/1131 , والتستري : قاموس الرجال : ص292.
2- الطوسي , الغيبة , ص282.
3- التستري , قاموس الرجال : ج3ص46.
4- الطوسي , الغيبة , ص282.

وهو يدل في الجملة على توكيله والاذن برجوع الناس الية ))(1)

وملخص ترجمة الرجل : ان احمد بن حمزه بن اليسع القمي عاصر المعصومين : الرضا - الجواد - الهادي - العسكري - الحجة عليهم السلام , ووثقه الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ضمن مجموعة من الوكلاء صدر التوثيق منه بحقهم , ووثقته المصادر الرجاليه المعتبرة , الا انه لا يوجد نص يؤكد وكالته للأمام المهدي بشكل صريح , وانما استظهر البعض هذه الوكالة من عبارة الشيخ الطوسي الوارد ذكرها , ومن توثيق الامام المهدي (علیه السلام) له وهي كلمات ترد للأقوام الثقات الذي وكلوا للسفراء والنواب الخاصين بالأمام المهدي(علیه السلام) في غيبته الصغرى .

ص: 60


1- الصدر / السيد محمد , تاريخ الغيبة الصغرى ,ص627.

6- ايوب بن نوح

اسمه ونسبه

هو ايوب بن نوح بن دراج - ابو الحسين - النخعي , كان وكيلا لابي الحسن الهادي (علیه السلام) ,وابي محمد العسكري (علیه السلام) عظيم المنزله عندهما مأمونا , كان ابوه نوح بن دراج قاضيا بالكوفة , وكان صحيح الاعتقاد .(1).

له عدة كتب منها كتاب النوادر , وكتاب الروايات ورسائل ابي الحسن الثالث (علیه السلام) .(2).

منزلته ووثاقته

عده الشيخ الطوسي من وكلاء الائمة (عليهم السلام) الممدوحين , وممن كان منهم حسن الطريقة فقال : ومنهم ايوب بن نوح بن دراج , ذكر عمرو بن سعيد المدائتي - وكان فطحيا - قال : كنت عند ابي الحسن العسكري (علیه السلام)بصريا اذ دخل ايوب بن نوح ووقف قدامه فأمره بشيء ثم انصرف , والتفت اليّ ابو الحسن (علیه السلام) وقال : ياعمرو اذا احببت ان تنظر الى رجل من اهل الجنة فانظر الى هذا ))(3).

كما اثنى عليه ووثقه العلامة الحلي في رجاله فقال : ايوب بن نوح بن دراج النخعي - ابو الحسين - ثقة , له كتاب : روايات ومسائل عن ابي الحسن الثالث (علیه السلام) , وكان وكيلا لابي الحسن وابي محمد (علیه السلام) , عظيم المنزلة عندهما , مأمونا , شديد الورع , كثير العبادة , ثقة في رواياته , وابوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة , وكان صحيح الاعتقاد , واخوه جميل بن دراج))(4).

وذكره الحر العاملي في وسائله فقال : من اصحاب الامامين الهادي والعسكري - عليهما السلام - ومن وكلائهما , عظيم المنزلة , ثقة,(5).

اما الشيخ التستري فقد لخص في قاموسه ماورد عنه في الكتب الرجاليه فقال : ((الوكلاء ايوب بن نوح بن دراج , عده الشيخ في رجاله من اصحاب الرضا (علیه السلام) , وعده في اصحاب الهادي (علیه السلام) قائلا : ثقة , ونقل عنوان الفهرست .

ص: 61


1- رجال النجاشي ص80 , الفهرست للطوسي :ص40نقلا عن كتاب الغيبة الصغرىللصدر ص627.
2- الطوسي , الغيبة , ص235.
3- الحلي , رجال العلامة الحلي ,ص42.
4- العاملي , الشيخ محمد بن الحسن الحر , وسائل الشيعة ج2 ص145 ,ط4 , 1391ﻫ دار احياء التراث العربي بيروت .
5- ن . م ص80 .

له قائلا : ثقة - رحمه الله - له كتاب روايات ومسائل عن ابي الحسن الثالث (علیه السلام) , ونقل عنوان النجاشي له وقال :النخعي - ابو الحسين - كان وكيلا لابي الحسن وابي محمد , عظيم المنزله عندهما , مأمونا , كان شديد الورع , كثير العبادة , ثقة في رواياته , ثم عقب التستري بقوله : عن محمد بن مسعود عن حمدان النقاش :كان ايوب من عباد الله الصالحين(1).

وقال ابو عمرو الكشي ((حدثني محمد بن احمد الهندي الكوفي وهو حمدان القلاني وذكر ايوب بن نوح فقال : كان من الصالحين , وكان حين مات لم يخلف الا مقدار مئة وخمسين دينارا , وكان عند الناس ان عنده مالا. لأنه كان وكيلا لهم ))(2).

وكالته

من المتفق عليه عند الرجاليين وما ذكرناه عنهم ان ايوب بن نوح عاش زمن الامام الرضا (علیه السلام) وكان ممن روى عنه , وكما ذكر ذلك الشيخ الطوسي والكشي , وعاصر الفترة التي تلت حياة الامام (علیه السلام) وكان وكيلا مأمونا وموثوقا به عند الامامين العسكرين (علیه السلام), وقد اختلف في وكالته للأمام المهدي (علیه السلام) فلم يذكر الكثير منهم وكالته للحجة (علیه السلام), ولكن البعض استدل على وكالته من الرواية التي اوردها الكشي في رجاله (608/1131) بسنده عن ابي محمد الرازي قال : كنت انا واحمد بن عبد الله البرقي في العسكر فورد علينا رسول من الرجال - يعني الامام المهدي (علیه السلام) - فقال لنا : العليل ثقة , وايوب ابن نوح , وابراهيم بن محمد الهمذاني , واحمد بن حمزة , واحمد بن اسحق ثقات جميعا ))(3).

وقد علق السيد حسن الشيرازي على وكالته فقال : الا انه لم يذكر في وكلاء الامام المهدي (علیه السلام) , ولكن قد استظهر بعضهم وكالته من التوقيع الرفيع الصادر من الامام المهدي(علیه السلام)الذي يروي الكشي في رجاله ))(4).

كما قال السيد محمد الصدر عنه ((اذن هو جليل المقام , مقرب من الائمة عليهم السلام , ووكيل للأماميين الهادي والعسكري , واما وكالته للامام المهدي(علیه السلام) فلا يدل عليها الاتوثيقه الذي ورد في التوقيع عنه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وهو يدل في الجملة على توكيله والاذن برجوع الناس اليه ))(5). .

ص: 62


1- التستري , قاموس الرجال , ج2 ص242- 243.
2- الكشي , اختيار معرفة الرجال , ج6ص572.
3- الكشي , رجال , 608/1131 , الخلاصة : العلامة الحلي , ص62.
4- الشيرازي , السيد حسن , كلمة الامام المهدي.ص144 .
5- الصدر , السيد محمد محمد صادق , تاريخ الغيبة الصغرى .

وتفيدنا رواية الكشي في معرفة الرجل بشيئين هما :

الاول : طول عمر ايوب بن نوح حيث انه عاصر الامام الرضا (علیه السلام) والائمة من بعده حتى خاتمهم الحجة بن الحسن (علیه السلام)اي الفترة :من 183- 260ﻫ .

الثاني : انه بحكم كونه ثقة عظيم المنزلة مأمونا عند الامامين العسكريين ووكيلا لهما وصدور التوثيق باسمه من الامام المهدي (علیه السلام) برواية الكشي فان هذا التوقيع والثناء يشير الى وكالته للأمام المهدي (علیه السلام)كونه معاصرا له , ووكيلا لآبائه وموثقا من قبله.

ص: 63

7- البزوفري(ابو عبد الله الحسين بن علي)

اسمه ونسبه

وهو الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان , ابو عبد الله البزوفري ))(1).

((وبزوفر : قرية كبيرة من اعمال قوسان بين واسط وبغداد, نقلا عن معجم البلدان للحموي))(2) .

وقال الشيخ عباس القمي ((البزوفري - ابو عبد الله - الحسين البزوفري النيشابوري ))(3).

وهو غير ابي جعفر بن سفيان البزوفري .

حياته

لم تذكر المصادر الرجاليه تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته , ولكنه عاش في فترة الغيبة الصغرى بدلالة روايته عن ابي القاسم الحسين بن روح النوبختي الذي توفي عام 326ﻫ وهو السفير الثالث للأمام المهدي (علیه السلام).

قال الشيخ في الغيبة : اخبرني الحسين بن عبد الله , عن ابي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري , قال : حدثني الشيخ ابو القاسم الحسين بن الروح قال ......... وارود الخبر))(4).

وثاقته

وثقه النجاشي وقال : شيخ ثقة من اصحابنا , ونقل ذلك العلامة في الخلاصته .(5).

وقال السيد مهدي بحر العلوم في رجاله ((هو الشيخ الفاضل ابو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ))(6)..

ص: 64


1- رجال الكشي ,ص53.
2- الطوسي / الغيبة , هامش المحقق ص209.
3- القمي , الشيخ عباس , الكنى والالقاب ص209 ط1 ,1356ﻫ. المطبعة الحيدرية النجف.
4- ن . م ص261.
5- الحلي , العلامة , رجال العلامة الحلي ,ص50.
6- بحر العلوم, السيد مهدي, رجال السيد بحر العلوم , ص64 , ط1 1965, المطبعة الحيدرية - النجف.

وقال الشيخ الاردبيلي : الحسين بن علي بن سفيان بن خالد - ابو عبد الله - البزوفري ، شيخ ثقة جليل القدر من اصحابنا .(1).

وقال الشيخ التستري : الوكيل : الحسين بن علي بن سفيان البزوفري , يكنى ابا عبد الله , روى عنه التلعكبري , واخبرنا جماعة منهم محمد بن محمد بن نعمان ( المفيد) والحسين بن عبد الله , واحمد بن عبدون , وعنونه النجاشي قائلا : شيخ جليل من اصحابنا , وسياتي في الكنى انه من سفرائه (علیه السلام).(2).

وكالته

روى الشيخ الطوسي في الغيبة (( عن ابن نوح قال : وجدت في اصل عتيق كتب بالأهواز في محرم سنة سبعة عشرة وثلاثمائة : ابو عبد الله , قال : حدثنا ابو محمد الحسن بن علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب الحرجاني , قال : كنت بمدينة قم فجرى بين اخواننا كلام في امر رجل انكر ولده , فأنفذوا رجلا الى شيخ صانه الله , وكنت حاضرا عنده - ايده الله - فدفع اليه الكتاب ولم يقرأه , وامره ان يذهب الى ابي عبد الله البزوفري - اعزه الله - ليجيب عن الكتاب , فصار اليه وانا حاضر , فقال ابو عبد الله : الولد ولده , ووقعها في يوم كذا وكذا في موضوع كذا وكذا , فقل له فليجعل اسمه محمدا , فرجع الرسول البلد وعرفهم ووضح عندهم القول , وولد الولد , وسمي محمدا ))(3).

قال العلامة المجلسي (( يظهران البزوفري كان من السفراء , ولم ينقل , ويمكن ان يكون وصل ذلك اليه بتوسط السفراء , وبدون توسيطهم في خصوص الواقعة ))(4).

وقال السيد محمد الصدر ((وقد نقلنا مضمون هذا الخبر وهو يدل بوضوح على استقاء هذه المعلومات من الامام المهدي (علیه السلام) ولو بالواسطة , فيدل على انه كان وكيلا في الجملة , ومن هذا قال المجلسي في البحار تعليقا على هذا الخبر : يظهر منه ان البزوفري كان من السفراء ولم ينقل ))(5)..

ص: 65


1- الغروي الحائري الاردبيلي , محمد بن علي , جامع الرواة , مجلد 1 ص249, ط قم 1403ﻫ .
2- التستري , محمد تقي , قاموس الرجال , ج3 ص501 ط2 , 1415 ايران .
3- الطوسي , الغيبة , ص209.
4- المجلسي , العلامة , بحار الانوار , ج13 ص86 , الغيبة الصغرى , محمد الصدر , ص625.
5- الصدر / محمد محمد صادق , الغيبة الصغرى , ص625.

وقد مر بنا تسمية التستري له بالوكيل وقوله : سياتي في الكنى انه من سفرائه (علیه السلام) في ص501)).

فهو اذن الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان , ابو عبد الله , البزوفري , شيخ ثقة جليل من اصحابنا , نقل عنه الشيخ الطوسي والمفيد وغيرهم , وقد عاصر السفير الثالث ابو القاسم الحسين بن روح النوبختي وروى عنه , واورد الشيخ في الغيبة رواية عن اخباره بقيضه لا يمكن ان تصدر عن رجل عادي دون مراجعة الامام بالواسطة او بدونها , وقد استدل المجلسي والتستري والسيد الصدر على انه من الوكلاء الامام المهدي (علیه السلام) في زمن الغيبة الصغرى .

ص: 66

8- الحاجز بن الوَشّا

اشارة

وهو من وكلاء الناحية المقدسة في زمن الغيبة الصغرى كما تؤكد الروايات , وتؤكد على وثاقته وجلالة قدره , وقد اكدت بعض الحوادث على ورود التوقيعات الشريفة من الامام المهدي (علیه السلام) باسمه خاصه.

اسمه ولقبه

وهو حاجز بن يزيد بن الوَشا. (1).

ورد اسمه في حادثة ظهور الامام المهدي (علیه السلام) وهو صبي عند صلاته على جنازه ابيه العسكري (علیه السلام) , حيث يقول ابو الاديان خادم الامام العسكري ((ثم خرجت الى جعفر بن علي وهو يزفر , فقال له حاجز بن الوشا : يا سيد من الصبي لنقيم الحجة عليه ؟ فقال : والله ما رأيته قط ولا اعرفه))(2).

وكالته

اورد الشيخ الصدوق اسمه في قائمة الوكلاء فقال :

((وممن وقف على معجزات صاحب الزمان وراه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار))(3).

وجاء اسمه ايضا في نفس القائمة من الوكلاء اورده السيد ابن طاووس في ربيع الشيعة حيث قال ((وممن راه وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء وغيرهم , فمن الوكلاء ببغداد : العمري وحاجز والبلالي والعطار))(4).

اما الروايات التي تدل على وكالته للأمام المهدي (علیه السلام) فقد وردت روايتان :

ص: 67


1- الحائري , ابو علي المازندراني , منتهى المقال في احوال الرجال , ج1 ص241.
2- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة , ص432.
3- ن . م ص406 .
4- الكاظمي , الاعرجي , السيد محسن , عدة الرجال , ج1 ص75.

الاولى : روى الشيخ في الغيبة ((روى محمد بن يعقوب الكليني , عن احمد بن يوسف الساسي قال: قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي : وجهت الى حاجز بن الوشا مئتي دينار , وكتبت الى الغريم - اي الامام المهدي (علیه السلام) - بذلك , فخرج الوصول , وذكر - اي المروزي - انه كان قبلي الف دينار واني وجهت اليه مئتي دينار , وقال : إن أردت أن تعادل أحد فعليك بأبي الحسين الأسدي بالرأي، فورد الخبر بوفاة حاجز بعد يومين أو ثلاثة .فأعلمته بموته فأغتم فقلت لاتغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين : أحدهما : إعلامه إياك أن المال الف دينار ، والثانية : أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز .. (1).

قال السيد محمد الصدر معقبا على هذه الرواية : هذا الحديث يدلنا على عدة امور :

ألاول : أنه كانت العادة ان يوصل الناس جملة من الاموال التي للإمام إلى حاجز بن الوشا ، ومن هنا وجّه إليه المروزي مئتي دينار .

الثاني : ان الوشا ذا طريق مضبوط إلى المهدي (علیه السلام) بحيث يخرج به الوصول .

الثالث : الدلالة على مكانة حاجز بقرينة التحويل على ابي الحسين الاسدي بعد موته ..(2) .

كما علّق على هذه الرواية السيد حسن الشيرازي بقوله :

(( ويستنبط من الرواية عدة أمور منها : ثبات حاجز على الوكالة الى آخر عمره ، فلم ينحرف كما انحرف بعض الوكلاء بدلالة الرواية ..(3) .

الثانية : قال الشيخ المفيد في الارشاد :

(( عن علي بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في امر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت الى المعسكر ، فخرج التوقيع : ليس فينا شك فمن يقوم مقامنا بأمرنا ، رُدّ ما معك الى حاجز بن يزيد ..(4).

وفي هذه الرواية التوضيح الكامل من الامام المهدي (علیه السلام) بوكيله حاجز .

أما بما يتعلق بولادة حاجز أو وفاته وتفاصيل حياته الاخرى فلم يُعلم عنها شيء ، قال السيد محمد الصدر : (( ولم يُعلم من أمر حاجز أكثر من ذلك فقد اهمل التاريخ تاريخ ولادته ووفاته ، ومقدار ثقافته ، وعلاقاته ونحو ذلك من خصائصه))(5) .

إلا أن التوثيق الوارد بحقه و الروايات التي تؤكد تلك الوثاقة وتشير الى وكالته ونص الامام عليه تشعرنا بوكالته عن الامام في زمن الغيبة الصغرى . .

ص: 68


1- الطوسي /الغيبة ، ص 282.
2- الصدر ، السيد محمد ، تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 612.
3- الشيرازي ، السيد حسن ، كلمة الامام المهدي ،ص 130 ، ط 2 ،2001 ، مطبعة الامين- بيروت .
4- المفيد ، الشيخ محمد بن محمد النعمان ، الارشاد : ص 354 .
5- الصدر /السيد محمد ، تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 612 .

9- الشامي (البسامي)

اسمه ولقبه

وهو خليل بن أوفى - ابو الربيع الشامي (1) أو البسامي (2).

وهو غير معروف النسب , ولكنه من اهل الري كما ذكر ذلك الشيخ الصدوق والسيد ابن طاووس في الروايتين اللتين سيتم ايرادهما .

وكالته

ذكر الشيخ الصدوق الشيخ الشامي فقال : ((وممن وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام) وراه من الوكلاء ......ومن اهل الري البسامي ))(3).

فاسماه البسامي دون تفصيل او ايضاح .

كما ذكره السيد ابن طاووس في ربيع الشيعة ممن راه (علیه السلام) وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء فقال : ومن اهل الري البسامي (الشامي) ))(4).

وقال الشيخ الاردبيلي اعتمادا على هاتين الروايتين انه من الوكلاء الامام المهدي(علیه السلام) في زمن لغيبة الصغرى فقال يترجم حياته : (( كان من اهل الري , وكان من وكلاء القائم عليه السلام , كما في ربيع الشيعة ))(5).

ولا يعلم عن الرجل شيء اكثر من هذا , ولم نتمكن من اضاءة حياته برواية تتحدث عنه او توثقه

ص: 69


1- الحلي , العلامة , رجال العلامة الحلي , ص271.
2- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة , ص406.
3- ن . م . ص406.
4- الاعرجي , السيد محسن , عدة رجال , ج1 ص75 نقلا عن اعلام الورى للطبرسي ص453.
5- الاردبيلي , جامع الرواة , مجلد 1 ص447.

10- العاصمي

اسمه ونسبه

لقب العاصمي لشخصين هما :

الاول : عيسى بن جعفر بن عاصم , وقد دعا له ابو الحسن الهادي (علیه السلام).

الثاني : احمد بن محمد بن طالحة - ابوعبد الله - يقال له العاصمي , اصله كوفي , سكن بغداد , لها كتب , منها : النجوم , مواليد الائمة ووفياتهم ))(1).

قال العلامة في رجاله : (( احمد بن محمد بن طلحة ين عاصم - ابو عبد الله - وهو ابن اخي علي بن عاصم المحدث , ويقال له العاصمي , ثقة في الحديث , سالم الجنبة , اصله كوفي , سكن بغداد , روى عن جميع شيوخ الكوفيين ))(2).

وكذا ورد اسمه في جامع الرواة للاردبيلي .(3).

كما ذكره التستري في قاموس الرجال فقال : يقال له العاصمي , ابن اخي علي بن عاصم المحدث , ويقال كان ابن اخت علي بن عاصم حسب رسالة ال اعين ص8))(4).

ويمكن اعتباره الثاني الذي هو (( احمد بن محمد بن طلحه بن عاصم - ابوعبد الله - العاصمي هو المعني بالوكالة عن الامام المهدي (علیه السلام) في زمن الغيبة الصغرى , وهو الذي ورد اسمه في كتاب الشيخ الصدوق , كون الاول وهو عيسى بن جعفر بن عاصم قد توفي غرقا في نهر دجله في حياة الامام ابي الحسن

ص: 70


1- الصدر , السيد محمد , تاريخ الغيبة الصرى , ص614.
2- الحلي , العلامة , رجال العلامة الحلي ,ص16.
3- الاردبيلي , جامع الرواة ,ص61.
4- التستري , قاموس الرجال , ج1 ص615.

الهادي (علیه السلام) حسب رواية الشيخ الطوسي حيث يقول : ((روى محمد بن يعقوب , رفعه الى محمد بن فرج قال: كتبت اليه اساله عن ابي علي بن راشد , وعن عيسى بن جعفر , وعن ابن بند , فكتب الي :

((ذكرت ابن رشد , فانه عاش سعيدا ومات شهيدا , ودعا لابن بند والعاصمي . وقال الشيخ معقبا على الرواية المذكورة (( وابن بند بضرب بعمود وقتل , وابن عاصم ضرب بالسياط على الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة))(1).

وثاقته

وثقت الرجل اغلب الكتب الرجالية وكتب الحديث وقيل عنه:

1-كان ثقة في الحديث (2).

2-كما قالوا انه : كان سالم الجنبة , روى عن جميع شيوخ الكوفيين (3).

3-وقال الاردبيلي : ثقة في الحديث , اصله كوفي , روى عن جميع شيوخ الكوفيين (4).

4-وقال التستري ((احمد بن محمد بن عاصم - ابو عبد الله - ثقة في الحديث ))(5).

وكالته

لم يذكر وكالته سوى الشيخ الصدوق في كتابه (( كمال الدين وتمام النعمة . حيث اورد اسمه فيمن رأى الأمام المهدي (علیه السلام) من الوكلاء فقال : حدثنا محمد بن محمد الخزاعي (رض) قال : حدثنا ابو علي الاسدي عن ابيه عن محمد بن عبد الله الكوفي : انه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان(علیه السلام) وراه من الوكلاء ببغداد ..... ومن الكوفة العاصمي ))(6).

واوردت هذه الرواية كتب الرجال واعتبره السيد ابن طاووس في كتابه ربيع الشيعة حيث قال : وممن راه وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء وغيرهم , فمن الوكلاء ببغداد .....ومن الكوفة العاصمي ))(7).

ص: 71


1- الطوسي , الغيبة , ص235.
2- الحلي / العلامة , ترتيب خلاصة الاقوال , ص75 , عن النجاشي : 93/232.
3- الحلي / العلامة , رجال العلامة , ص16.
4- الاردبيلي , جامع الرواة , مجلد 1 ص61.
5- التستري , قاموس الرجال : ج1 ص615.
6- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة ,ص406 , الزام الناصب , المازندراني : ج1 ص468.
7- الكاظمي , الاعرجي , السيد محسن , عدة رجال , ج1 ص75.

11- القاسم بن العلاء

اسمه ونسبه

القاسم بن العلاء من اهل اذربايجان يكنى ابا محمد , وهو غير القاسم بن العلاء الهمذاني ))(1).

ولم تورد كتب الرجال والحديث عن الرجل غير هذا الاسم وهذه المدنية .

حياته

لم ترد في كتب الرجال ترجمة كاملة لتاريخ ولادته او وفاته , ولا مفصل لحياته بينهما نستنتج من فحوى الروايات انه كان موجودا في حياة الامام الرضا (علیه السلام) حيث جاء في رسالة التي وردت اليه وهو في اذربايجان من ابي القاسم الحسين بن روح - السفير الثالث للأمام (علیه السلام) - جاء فيها ((وكان عليه قميص خلعه عليه ابو الحسن الرضا (علیه السلام) ))(2).

كما ان التوقيعات التي كانت ترد عليه كان معظمها في حياة ابي جعفر محمد بن عثمان العمري و الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح وهذا دليل على حياته في اثناء فترة سفارتهما )).

وتذكر الروايات انه عمر مئة سنة وسبعة عشر سنة , منها ثمانون سنة صحيح العينين , لقمي الامام الهادي والعسكري (علیه السلام) واصيب بالعمى بعد الثمانين , وكان مقيما بمدينة الران من راض اذربيجان))(3).

ص: 72


1- الاردبيلي , جامع الرواة , ج1 ص19.
2- القمي , الشيخ عباس , سفينة النجاة , مجلد 7 ص302 , دار الاسوة , 1416ﻫ - ايران.
3- المفيد , محمد بن محمد بن النعمان , الارشاد ص331 , الاردبيلي , جامع الرواة , ج2 ص19.

وثاقته

تؤكد الرواية التي رواها الشيخ الطوسي عن الشيخ المفيد على وثاقته وملازمته للأماميين الهادي والعسكري (علیه السلام) وما بعثه له الامام المهدي (علیه السلام) من التوقيع الذي يخبره بموته وما ارسله له من الثياب . قال الشيخ الطوسي : (( اخبرني محمد بن محمد بن النعمان , والحسين بن عبدالله , عن محمد بن احمد الصفواني قال : رأيت القاسم بن العلاء , وقد عمّر مئة سنة وسبعة عشر سنة , منها ثمانون سنة صحيح العينين , لقى مولانا ابا الحسن وابا محمد العسكريين (علیه السلام) وحجب بعد الثمانين , وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة ايام , وذلك اني

كنت مقيما عنده بمدينة الران من ارض اذربايجان , وكان لا ينقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان (علیه السلام) على يد ابي جعفر محمد بن عثمان العمري , وبعده على ابي القاسم الحسين بن روح , فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين فغلق لذلك , فبينما نحن عنده نأمل اذ دخل البواب مستبشرا فقال له : فيج العراق , لا يسمى بغيره , فاستبشر ابو القاسم وحول الى القبلة فسجد , ودخل كهل قصير يرى اثر الفيوج عليه وعليه جبة مضربة , فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه , ودعا بطشت وماء فغسل يده وارجله الى جانبه , فأكلنا وغسلنا ايدينا ,فقام الرجل فاخرج كتابا افضل من النصف المدرج , فناوله القاسم , فأخذه وقبله , ودفعه الى كاتب له يقال له : ابن ابي سلمة , فأخذه ابو عبد الله ففضه وقراه حتى احس القاسم بنكاية , فقال : يااباعبد الله : خير , فقال :خير , فقال : ويحك خرج فيّ شيء , فقال ابوعبد الله : ما تنكره فلا , قال القاسم : فما هو ؟ قال :نعي الشيخ نفسه بعد ورود هنا الكتاب بأربعين يوما , وقد حمل اليه سبعة اثواب , فقال القاسم : سلامة في ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك , فضحك (ره) وقال : ما أؤمل بعد هذا العمر فقام الرجل الوارد فاخرج من مخلاته ثلاثة ازر وحبره يمانية حمراء وعمامه وثوبين ومنديلا , فأخذهما القاسم , وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا ابو الحسن (علیه السلام) ....والتفت القاسم الى ابنه الحسن فقال له : ان الله منزلك منزلة ومرتبك مرتبة فاقبلها بشكر , فقال له الحسن : ياأبه قد قبلتها , قال القاسم : على ماذا ؟ قال : على ما تامرني به ياأبه , قال : على ان ترجع عما انته عليه منة شرب الخمر , قال الحسن : ياأبه وحق من انت في ذكره لأرجعن عن شرب الخمر , ومع شرب الخمر اشياء لا تعرفها , فرفع القاسم يده الى السماء وقال : اللهم الهم الحسن طاعتك , وجنبه معصيتك , ثلاث مرات , فكتب وصيته بيده , وكانت الضياع التي في يده لمولانا وقفا وقفه ابوه , وكان فيما اوصى الحسن ان قال : يا بني ان اهلت لهذا الامر - يعني الوكالة لمولانا - فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة , وسائرها ملك مولاي , وان لم تؤهل له فطلب خيرك من حيث يتقبل الله , وقبل الحسن وصيته على ذلك , فلما كان يوم الاربعين وقد طلع الفجر مات القاسم (ره) وتوالى ابو علي بن

ص: 73

جحدر غسل القاسم وابو حامد يصب عليه الماء , وكفن في ثمانية اثواب على بدنه قميص مولاه ابي الحسن وما يليه السبعة اثواب التي جاءته من العراق , فلما كان بعد مدة بسيرة ورد كتاب تعزيه على الحسن من مولانا (علیه السلام) في اخر ه دعاء (( الهمك الله طاعته , وجنبك معصيته , وهو الدعاء الذي كان دعا به ابوه , وكان اخره : قد جعلنا اباك اماما لك , وفعاله لك مقالاً))(1)

ويظهر من الرواية الانفة الذكر عن الحال ما يأتي :

1-وثاقته التي تؤهله لإخبار الامام له بموته .

2-علو منزلته وجليل قدره عند الائمة المعصومين ونيله قميص الرضا (علیه السلام) واستلامه الثياب المرسلة اليه من الامام المهدي(علیه السلام).

3-وكالته في رسالة الامام له عن طريق السفراء , ولولده الحسن .

وكالته

مرت بنا العبارات التي وردت في رواية الشيخ الطوسي التي تشهر بوكالته للأمام وكلماته مع ولده حول وقف الامام ودعائه لولده المطابق لدعاء الامام .

وكذلك الرواية التي تؤكد انه كان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان اليه على يد ابي جعفر محمد بن عثمان العمري والحسين بن روح وقد ورد اسمه في جملة الوكلاء ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام) وراه من الوكلاء في كتاب الشيخ الصدوق قوله ((حدثنا ابو علي الاسدي ,عن ابيه , عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي , انه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام) وراه من الوكلاء ببغداد ..... ومن اهل اذربايجان القاسم بن العلاء ))(2).

كما اورد اسمه السيد ابن طاووس في ربيع الشيعة فقال (( وممن راوه وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء ..... ومن اهل اذربايجان القاسم بن العلاء ))(3).

واورد الكشي في رجاله رواية تفيد ((وورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج في لعن ابن هلال (احمد بن هلال الكرخي المدعي للوكالة زورا ) فانكر رواة اصحابنا بالعراق ذلك لما كانوا قد كتبوا من

ص: 74


1- الطوسي , الغيبة :ص210- 214.
2- الصدوق / كمال الدين وتمام النعمة ,ص406 .
3- الاعرجي الكاظمي , عدة رجال ,ج1 ص75.

رواياته , فحملوا القاسم بن العلاء على ان يراجع في امره , فخرج من الامام (علیه السلام) بيان مفصل نصه ((وقد كان امرنا نفذ اليك من المتصنع ابن هلال - لا رحمه الله - مما قد علمت , ولم يزل - لا يغفر الله ذنبه ولا أقال عثرته - يداخلنا في امرنا بلا اذن منا ولا رضى , يستبد برايه فيتجامى ديوننا ولا يمضي من امرنا من امرنا اياه الا بهواه وما يريده , ارداه الله في نار جهنم , فصبرنا عليه , تبر الله بدعوتنا عمره ))(1).

كما اورد الشيخ المفيد رواية عن القاسم بن العلاء تثبت هذه الوكالة ,قال : ولد لي عدة بنين , فكنت اكتب واسال الدعاء لهم فلا يكتب لي شيء من امرهم فماتوا كلهم , فلما ولد لي الحسين - إبني - كتب اسال الدعاء فاجبت وبقي والحمد لله ))(2).

12- محمد بن صالح الدهقان

اسمه ونسبه

هو محمد بن صالح بن محمد الهمداني (( الدهقان ))(3).

ولم تذكر المصادر غير هذا , كما لم تذكر شيئا عن ولادته وحياته ووفاته .

وكالته

ذكره الشيخ الصدوق في جملة من رأى الامام المهدي(علیه السلام) ووقف على معجزاته من الوكلاء فقال (( ومن اهل همدان : محمد بن صالح ))(4)

كما ذكره السيد ابن طاووس في ربيع الشيعة فقال (( ومن اهل همدان محمد بن صالح ))(5).

وعده الكشي في رجاله من الوكلاء فقال : ان توقيع الامام المهدي (علیه السلام) لأسحق بن اسماعيل يدل على وكالته حيث ورد فيه : فان وردت بغداد فأقراه على دهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ))(6).

وقال العلامة في الخلاصة(( محمد بن صالح بن محمد الهمداني الدهقان من اصحاب العسكري وكيل , نقلا عن رجال الطوسي 436/28 ))(7).

وفي كتاب جامع الرواة للاردبيلي (( محمد بن صالح بن محمد الهمداني الدهقان , من اصحاب العسكري (علیه السلام) , وكيل الناحية , حكى بعض الثقات بنيشابور : انه خرج لأسحق بن اسماعيل عن ابي محمد (علیه السلام)

ص: 75


1- الكشي , رجال الكشي , ص405 .
2- المفيد , الارشاد , ج2 ص355.
3- الاردبيلي , جامع الرواة , مجلد1 ص131.
4- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة , ص406 , البحار ج51 ص368.
5- الاعرجي , السيد محسن , عدة الرجال , ج1 ص75 نقلا عن اعلام الورى للطبرسي ص453.
6- الكشي , رجال الكشي , ص485, نقلا عن كلمة الامام المهدي للسيد حسن الشيرازي ص136.
7- الحلي , العلامة , ترتيب خلاصة الاقوال ص381.

توقيعا : يا ابن اسحق .....الى ان قال : فاذا وردت الى بغداد فأقراه على دهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ))(1).

ولكن السيد محمد الصدر يقول : ان التوقيع الذي خرج لأسحق بن اسماعيل هو من الامام المهدي (علیه السلام) وليس من ابي محمد (علیه السلام) .(2).

واما الكليني , فقد روى عن علي بن محمد , عن محمد بن صالح قال :لما مات ابي صار الامر الي , وكان لابي على الناس سفاتج من مال الغريم (علیه السلام)فكتبت اليه اعلمه . فكتب : طالبهم , واستقضي عليهم ))(3) كما روى الشيخ الطوسي ما يفيد اتصاله بالأمام المهدي (علیه السلام) فقال :روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري , عن ابيه , عن محمد بن صالح الهمداني , قال :كتبت الى صاحب الزمان (علیه السلام) : ان اهل بيتي يؤذونني ويقرعوني بالحديث الذي روى عن ابائك (علیه السلام), انهم قالوا : خدامنا وقوامنا شرار خلق الله )) فكتب (علیه السلام) :ويحكم تقراون ما قال الله تعالى ((وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة )) ؟ فنحن والله القرى التي بارك فيها , وانتم القرى الظاهرة))(4).

ارتداده

ذكر الشيخ الاردبيلي في جامع الرواة : انه قد غلا في اخر عمره فاصبح مخرفا , وانما كان ممدوحاً موثوقا قبل انحرافه , ولعله هو المقصود في قول المهدي (علیه السلام): وقد علمتم ما كان من امر دهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته , فابدله الله بالإيمان كفرا حين فعل ما فعل , فعاجله الله بالنقمة ولم يمهله. ))(5).

فمن الممكن ان يكون هو المقصود بكلام الامام المهدي (علیه السلام) او لعل المقصود به ((عروة بن يحيى الدهقان , فقد روي ابا محمد (علیه السلام) لعن عروة بن يحيى الدهقان وامر شيعته بلعنه ))(6).

لكن السيد محمد الصدر يقول : اقول : يحتمل ان يكون المراد من ذلك عروة بن يحيى الدهقان والله العالم , الا ان هذا الاحتمال غير وارد لورود نص الامام (( بعد طول الصحبة " دليل على انه كان وكيلا , والدهقان الثاني لم يرد كونه دليلا))(7) .

ص: 76


1- الاردبيلي , جامع الرواة , ص131.
2- الصدر , محمد محمد صادق , تاريخ الغيبة الصغرى , 618.
3- المفيد , الارشاد , ص363 , تبصرة الولي , السيد هاشم البحراني , ص269.
4- الطوسي , الغيبة , 231.
5- الاردبيلي : جامع الرواة , ج2 ص447.
6- الصدر , محمد محمد صادق , تاريخ الغيبة الصغرى , ص619.
7- ن . م . ص619.

13- محمد بن يحيى العطار

اسمه ونسبه

هو محمد بن يحيى العطار , وابنه احمد بن محمد بن يحيى ذكر السيد محمد الصدر سبعة اشخاص بهذا اللقب عدا الاسمين المذكورين :

1-يحيى بن المثنى العطار 2- الحسن بن زياد العطار 3- ابراهيم بن خالد العطار

4-علي بن عبد الله العطار 5- علي بن محمد بن عمر العطار 6- محمد بن عبد الحميد العطار

7- داود بن يزيد العطار .

وعقب على ذلك بقوله : (( وغاية ما يثبت ان شخصا واحدا بهذا اللقب كان وكيلا للناحية في الغيبة الصغرى لعله احد هؤلاء او لعله شخص اخر .(1).

وثاقته

قال النجاشي : محمد بن يحيى العطار - ابو جعفر القمي - شيخ اصحابنا في زمانه ثقة عين (2) , كثير الحديث , له كتب منها : مقتل الامام الحسين (علیه السلام) كتاب النوادر . اخبرني عدة من اصحابنا عن ابنه احمد عن ابيه وعن كتبه ))(3).

ونقل ذلك الاردبيلي في جامع الرواة فقال : محمد بن يحيى - ابو جعفر - العطار القمي , شيخ اصحابنا في زمانه , ثقة , عين , كثير الحديث ))(4).

ص: 77


1- الصدر , السيد محمد محمد صادق , تاريخ الغيبة الصغرى , ص612.
2- عين : في اللغة : عين القوم : اشرافهم , وهي من الفاظ التعديل , ويفيد مدحا معتدا به وعند المجلسي (ره) من الفاظ التوثيق بزعم انه استعارة للصدق ,لان العين بمعنى الميزان , وفي تكملة الرجال : لا يدل على اكثر من الحسن .
3- رجال النجاشي , رقم 946 ص353 و تبصرة الولي , البحراني , ص44.
4- الاردبيلي , جامع الرواة , ج1 ص23.

وكذا ورد اسمه في الرجال السيد الخوئي برقم 12004 وابنه احمد برقم 923.

وذكره التستري مثنيا عليه فقال : مما يشير الى جلا له الرجل ما كتبه ابن نوح النجاشي في جواب كتابه الذي يساله فيه تعريف الطرق الى ابني سعيد الأهوازي (( اما ما رواه اصحابنا والمعول عليه مارواه احمد بن محمد بن عيسى ....الى ان قال : وحدثنا ابو علي احمد بن محمد بن يحيى العطار القمي ...))(1).

كذلك اورد اسمه العلامة الحلي في الخلاصة فقال : محمد بن يحيى - ابو جعفر - العطار , القمي , شيخ اصحابنا , ثقة , عين , كثير الحديث )).

نخلص مما ذكر ان الذي ذكرته الكتب الرجالية ووثقته : هو الشيخ محمد بن يحيى - ابو جعفر - العطار , القمي , وهو شيخ اصحابنا في زمانه له عدة مؤلفات وهو ثقة جليل القدر , عين كثير الحديث , له ولد اسمه احمد .

وكالته

1-اعتبره الشيخ الصدوق ممن وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه من الوكلاء فقال : (( حدثنا محمد بن محمد الخزاعي ، قال : حدثنا أبو علي الاسدي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان وراه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه , وحاجز , والبلالي ، والعطار )).

2-وكذلك أشار اليه وإلى وكالته للإمام المهدي (علیه السلام) السيد ابن طاووس في كتابه ربيع الشيعة فقال (( وممن رواه وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء وغيرهم ، فمن الوكلاء ببغداد : العمري وابنه ، وحاجز والبلالي و العطار ))

ومن الملاحظ أن الكثير من الروايات رويت عن طريقة او وقع هو في طريقها ، وهي روايات صحيحة ومعتمدة ، مما يدل على وثاقة الرجل ، والدليل على وكالته للإمام المهدي (علیه السلام) الروايتان الآنفتا الذكر

ص: 78


1- التستري , قاموس الرجال ,ج1 ص656.

14- محمد نعيم بن شاذان النيشابوري

اسمه ولقبه

محمد نعيم بن شاذان النيشابوري .(1).

((ويطلق عليه ابو عبد الله الشاذاني , واخرى الشاذاني , وثالثه محمد بن نعِم بن شاذان , ورابعة محمد بن نعِم بن شاذان , وخامسة : محمد بن احمد بن شاذان (2).

قال العلامة في رجاله : الشاذاني هو محمد بن احمد بن نعم , هو ايضا محمد بن نعم - ابوعبد الله,(3).

وروى عنه الشيخ المفيد فقال : عن علي بن محمد , عن محمد بن شاذان النيشابوري او محمد بن علي شاذان ))(4).

من كل هذا نعرف ان الرجل : محمد بن شاذان بن نعِم , او محمد بن نعم بن شاذان , يكنى اباعبد الله , ويلقب بالشاذاني او النعليمي نسبه الى ابيه وجده , وهو من نيشابور فلقب بالنيشابوري.

وثاقته

اورد الشيخ الصدوق توثيق الامام الحجة (علیه السلام) له في معرض ايراده التوقيعات الصادرة عنه (علیه السلام) حيث قال (( واما محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعته اهل البيت ))(5).

وبهذا النص اوردها الشيخ الطوسي في غيبته .(6).

وقال السيد الخوئي : انه لا ينبغي الاشكال في كون الرجل شيعيا اماميا ))(7).

وكالته

ص: 79


1- الاردبيلي , جامع الرواة , ج2ص130.
2- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الوالي , ص56.
3- الحلي , العلامة , رجال العلامة , ص153.
4- المفيد , الارشاد , ص356.
5- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة , ص440.
6- الطوسي , الغيبة , ص198.
7- البحراني , السيد هاشم , تبصرة الولي , ص54.

ورد اسمه في من وقف على معجزات صاحب الزمان (علیه السلام) من الوكلاء , قال الشيخ الصدوق :......ومن اهل نيشابور محمد بن شاذان ))(1).

كما عده السيد ابن طاووس من الوكلاء الذين راوا الامام وخرج الهم التوقيع فقال : (..... ومن اهل نيشابور محمد بن شاذان النعيمي ))(2).

وذكرها ايضا اعتمادا على رواية الشيخ الصدوق من المتقدمين الشيخ المفيد في الارشاد , والعلامة الحلي في رجاله , وعلى الروايتين كلاهما المقدس الاردبيلي في جامع الرواة .

وهناك روايتان توثقان الرجل وتشعران بوكالته عن الامام المهدي (علیه السلام) نوردهما هنا : الرواية الاولى : قال الشيخ الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رض) عن سعد بن عبد الله , عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال : حدثني محمد بن شاذان بن نعم النيشابوري قال : اجتمع عندي مال للغريم (علیه السلام) خمسمائة درهم , ينقص منها عشرون درهما , فأنفت ان ابعث بها ناقصة هذا المقدار , فأتممتها من عندي وبعثت بها الى محمد بن جعفر ولم اكتب مالي فيها , فانفذ الى محمد بن جعفر القبض وفيه (( وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما ))(3), اورد هذه الرواية الشيخ المفيد في الارشاد ص365.

الرواية الثانية :

ورد في كتاب اختبار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي )ج6ص533 : عن ادم بن محمد قال : سمعت محمد بن شاذان يقول جمع عندي مال الغريم - اي الامام المهدي (علیه السلام) - فأنفذت اليه والقيت فيه شيئا من صلب مالي , قال : فورد الجواب , قد وصل ما أنفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا فتقبل الله منك .

كما اورد الشيخ الصدوق عنه رواية بهذا المعنى , (( قال محمد بن شاذان : انفذت بعد ذلك مالا ولم افر لمن هو , فورد الجواب : وصل كذا وكذا , منه لفلان كذا ولفلان كذا ))(2).

هذه الروايات مجتمعة تفيد ما يلي :

1- انه عاش فترة الغيبة الصغرى للأمام المهدي (علیه السلام) وعاصر السفراء

ص: 80


1- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة , ص441.
2- الكاظمي الاعرجي , السيد محسن , عدة الرجال , ج1 ص75.
3- الصدوق , كما الدين وتمام النعمة , ص461.

2- وكالته للامام (علیه السلام) عن طريق اتصاله بالسفراء وايصال الاموال اليهم وردود التوقيعات من الامام (علیه السلام) بوصولها وتفصيلاتها .

3- وثاقته بقرينة دعاء الامام (علیه السلام) له : تقبل الله منك.

15- محمد بن حفص بن عمرو العمري

اسمه ونسبه

وهو محمد بن حفص بن عمرو - ابو جعفر - ابوه يدعى العمري والجمال وكان وكيلا لابي محمد العسكري (علیه السلام) (1).

ولم تذكر المصادر الرجالية تاريخ ولادته او تفصل في حياته ووفاته .

وكالته ووثاقته

ذكرت اغلب الكتب الرجالية انه كان وكيلا للناحية المقدسة في زمن الغيبة الصغرى , فقد ذكره الكشي في رجاله ج6 ص532 , والعلامة الحلي في رجاله : ص153 , وفي الخلاصة ص375 , وقال : انه ثقة , وذكره المقدس الاردبيلي في جامع الرواة ج2 ص262 , والسيد محسن الامين في كتابه اعيان الشيعة : ج6 ص486 وكلهم ذكروه بهذه العبارة : (( كان وكيلا للحسن العسكري (علیه السلام) وكان وكيلا للناحية المقدسة , وكان الامر يدور عليه )).

اما السيد ابن طاووس فقد ذكره في كتاب ربيع الشيعة واورد اسمه فيمن راوا الامام المهدي (علیه السلام) وخرج اليهم التوقيع من الوكلاء وقال : فمن الوكلاء ببغداد : العمري , وهو غير عثمان بن سعيد احد الابواب , بل هو حفص بن عمرو , وابنه محمد بن حفص...الخ ))(2).

ولما كان السيد ابن طاووس قد اوضح ان العمري هو ليس السفير الاول عثمان بن سعيد ولاإبنه محمد . فيكون هو الذي اورد اسمه الشيخ الصدوق عند ذكر اسماء من راه من الوكلاء حيث قال : ببغداد العمري وابنه ...(3).

ص: 81


1- الاردبيلي , جامع الرواة , ج2 ص262 , رجال الكشي , ج2 ص532.
2- الاعرجي الكاظمي , السيد محسن , عدة رجال , ج1 ص75.
3- الصدوق , كمال الدين وتمام النعمة ,ص401.

لان العمري وابنه من السفراء وهو في حال تعداد اسماء الوكلاء , وان السفير يتصل بالأمام ويراه دون الحاجة الى تأكيد , وكان هذا وابنه هو حفص بن عمرو وابنه محمد , وهما من الوكلاء.

16- إسحق بن اسماعيل النيشابوري

وجماعة

هناك بعض الاشخاص الذين عاصروا الائمة المعصومين المتأخرين : الجواد والهادي والعسكري والحجة (عليهم السلام ) ووثقهم علماء الرجال او رووا عنهم , ولكن لم يصدر توثيقهم من الامام المهدي (علیه السلام) ولا يوجد ما يؤكد وكالتهم ونحن هنا ندرج اسماءهم والكتب التي توثق بعضهم وتلك التي تقول بوكالتهم للأمام المهدي (علیه السلام) دون تعليق لقلة ما يرد عنهم .

1-اسحق بن اسماعيل النيشابوري :

وثقة الشيخ الطوسي في رجاله وذكره برقم 397 .

ووثقه العلامة الحلي في رجاله واورد اسمه برقم 211 .

واورد الكشي في رجاله دعاء الامام الحسن العسكري (علیه السلام)له ص575.

واورد الاردبيلي في كتابه جامع الرواة ج1 ص131 رسالة الامام المهدي (علیه السلام) له والتي يقول فيها (( فاذا وردت بغداد فأقراه على دهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا )) وهي تشير الى وكالته وورد التوقيعات عليه .

2-صالح بن محد الهمداني :

وثقه الشيخ الطوسي في رجاله واورد اسمه برقم 378

ووثقه العلامة في الخلاصة برقم88 وقال : انه من اصحاب ابي الحسن الثالث (علیه السلام) , ثقة ))

ص: 82

ووثقه المامقاني في كتابه تنقيح المقال وقال : ثقه , ج1 ص75

وقال الشيخ الطوسي في رجاله : كان من اصحاب الامامين الجواد والهادي (علیه السلام) .

وقال المازندراني , كان وكيلا للأمام الحجة (علیه السلام) , منتهى المقال ج3 ص132.

3-ذكر العلامة المجلسي في بحار الانوار ج13 ص79 لأسماء التالية وقال انهم من الوكلاء وهم :

1-احمد بن محمد الدينوري .

2-ابو الرجاء المصري .

3-احمد بن ابراهيم النوبختي .

4-ذكر العلامة الطبرسي في اعلام الورى ص453 الاسماء التالية وذكر انهم من وكلاء الناحية المقدسة وهم :

1-ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري .

2-ابو محمد الرضائي ( الوضائي ) .

3-ابو علي بسطام بن علي .

4-العزيز بن زهير بن علي بن كشمرد.

5-ابو عبد الله وإبنه محمد.

مصادر البحث

1-الارشاد , في معرفة حجج الله على العباد , ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري المفيد , ج2 , ط1 , 1413مطبعة مهر - قم - ايران .

2-الامام المهدي من المهد الى الظهور , محمد كاظم القزويني , ط1 , 1422 المطبعة العلمية - قم - ايران.

3-الاربعون في الامام المهدي , السيد محمد صادق الخرسان الموسوي , النجف 1419.

4-الأمام المهدي , علي محمد علي دخيل , دار المرتضى , بيروت , ط2 ,1983.

5-الامام المهدي المنتظر , السيد عدنان البكاء , ط1 - 1999- بيروت .

6-اختيار معرفة الرجال , رجال الكشي , الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي , مطبعة دانشكاه - مشهد , 1348ﻫ .

7-اعيان الشيعة , السيد محسن الامين العاملي , ج4 قم 3 ط 1 مطبعة الترقي - دمشق 1936 . ط2 مطبعة كرم - دمشق , 1954.

8-إعلام الورى في أعلام الهدى . الفضل بن الحسن الطبرسي , ط1 1417 مطبعة ستاره - قم , ج2.

9-احاديث المهدي في مسند احمد بن حنبل , محمد حسين الحسيني الجلالي , ط6 -1417 - قم.

10-بحار الانوار , العلامة محمد باقر المجلسي , ج13 , ج51 , ج2 مطبعة كتايجي 1415قم

11-ترتيب خلاصة الاقوال في معرفه علم الرجال , العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي , ط1 , 1381 , الاسقانة الرضوية , مشهد ايران .

ص: 83

12-تنقيح المقال , المامقاني .

13-تبصرة الولي , السيد هاشم البحراني , مؤسسة المعارف الاسلامية .

14-تاريخ الغيبة الصغرى , محمد محمد صادق الصدر , ط1 1992 دار التعارف - بيروت .

15-جامع الرواة , محمد بن علي الاردبيلي الغروي الحائري , 1402 ﻫ - قم

16-الحيرة في عصر الغيبة , السيد ياسين الموسوي ,القسم الاول , دار البهجة بيروت - ط1 1424 ﻫ

17-دفاع عن التشيع , السيد نذير الحسيني , ط1 , 1421 , مطبعة نهضت - قم

18-رجال السيد بحر العلوم , السيد مهدي بحر العلوم , ج1 ط1 - مطبعة الآداب - النجف الاشرف .

19-رجال العلامة الحلي , الحسن بن يوسف , ط 2. 1961 المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف

20-رجال الكشي , ابو العباس احمد بن علي بن احمد الكشي , المطبعة الصفوية , ايران .

21-رجال الخوئي , السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي , ج1 , معجم رجال الحديث , مطبعة الآداب - النجف الاشرف.

22-شمس المغرب , محمد رضا حكيمي , ط1 , 1988, الدار الاسلامية - لبنان

23-الصواعق المحرقة , ابن حجر الهيثمي , ط مصر , 1312ﻫ .

24-ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة , ميرزا محسن ال عصفور , ط1 ,1412 مؤسسة اسماعيليان , قم.

25-ظهور المصلح المنتظر , جعفر عتريسي , الحجة البيضاء , بيروت ط1 2003.

26-عدة الرجال , السيد محسن الحسيني الاعرجي الكاظمي , ج1 , ط1 , 1415 , مط اسماعيليان - قم .

27-الغيبة , الشيخ محمد بن الحسن الطوسي , ط1 1423 ﻫ مط كوهران دية - تطهران .

28-قاموس الرجال , العلامة محمد تقي التستري , ط 2 ,1415 مؤسسة النشر - ايران.

29-كمال الدين وتمام النعمة , ابو جعفر محمد بن علي القمي - الصدوق - ط1 /1425 مط فيضية - ايران

30-كلمة الامام المهدي السيد حسن الشيرازي , ط2 , 2001 , مطبعة الامين - لبنان

31-الكنى والالقاب , الشيخ عباس القمي , ط1 ,1956 - المطبعة الحيدرية -النجف الاشرف .

32-مراقد المعارف , الشيخ محمد حرز الدين , ج1

33-المهدي المنتظر خاتم الاوصياء , لجنة التأليف , ط1 , 1422 دار الطباعة والنشر - قم

34-منتهى المقال في احوال الرجال , ابو علي الحائري , الشيخ محمد بن اسماعيل المازندراني . ط1 , 1416 , مطبعة ستارة , قم

35-وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة , الشيخ محمد بن الحسن الحر العالمي , دار احياء التراث العربي , بيروت - لبنان ط4 1319 ﻫ .

ص: 84

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.